على جناح الملائكة.. بر بال فرشتكان

الرشد طريق التكامل الحضاري 545632810

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

على جناح الملائكة.. بر بال فرشتكان

الرشد طريق التكامل الحضاري 545632810

على جناح الملائكة.. بر بال فرشتكان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات على جناح الملائكة ...منتدى شيعي حر ورائع يتكلم عن منهج اهل البيت عليهم السلام

قال الإمام الصادق (عليه السلام): ما من شيء إلا وله كيل ووزن إلا الدموع، فإن القطرة منها تطفىء بحارا من النار، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة، فإذا فاضت حرمه الله على النار، ولو أن باكيا بكى في أمة لرحموا....فيما قبل عن الامام علي عليه السلام .....عن النبى(ص):من أحب أن ينظر إلى اسرافيل فى هيبته، و إلى ميكائيل فى رتبته، و إلى جبرئيل فى جلالته، و إلى آدم فى سلمه، و إلى نوح فى خشيته، و إلى ابراهيم فى خلته، و إلى يعقوب فى حزنه، و إلى يوسف فى جماله، و إلى موسى فى مناجاته، و إلى أيوب فى صبره، و إلى يحيى فى زهده، و إلى يونس فى سنته، و إلى عيسى فى ورعه، و إلى محمد فى حبسه و خلقه فلينظر إلى على، فإن فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جمع الله فيه ولم يجمع لأحد غيره.***يقول الامام علي عليه السلام:إحذر استِصغارَ الخصْمِ فإنّهُ يمنعُ منَ التحفظ ، ورُبّ صَغير ٍغلبَ كبيرا ًإحذر التفريط فإنّهُ يُوجبُ المَلامَة إحذر الدُنيَا، فإنهَا شبكة الشيْطان، ومَفسْدة الإيمَان إحذر الغضبَ، فإنه جُندٌ عَظيمٌ مِن جُنودِ إبلِيسَ إحذر الغضبَ ممّنْ يحمِلكَ عَليْهِ، فإنه مُميتٌ لِلخوَاطِرْ، مَانِعٌ مِن التثبُت إحذر الكَريمَ إذا أهنتهُ، والحَليمَ إذا جَرَحْتهُ، والشُجَاعَ إذا أوجَعتهُ.*** رُوي عن الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام أنَّه قال:إن النعمة موصولة بالشكر ..والشكر متعلق بالمزيد ....و لن ينقطع المزيدمن الله حتى ينقطع الشكر من العبد !!***وعنه عليه السلام أيضاً:والذي وسع سمعه الأصوات .. ما من أحد أدخل على قلب فقيرسروراً .....إلا خلق الله له من هذا السرور لطفاً ..فإذا أنزلت به نائبة جرىإليها لطف الله ...كالماء في انحداره حتى يطردها عنه !***وسُئل عليه السلام: كم صديق لك ..؟ قال لا أدري الآن !لأن الدنيا مُقبلة عليّ ..والناس كلهم أصدقائي ....وإنما أعرف ذلك إذا أدبرت عنيّ ..فخيرالأصدقاء من أقبل إذا أدبر الزمان عنك !!***وقال عليه السلام :منحاسب نفسه ربح ...ومن غفل عنها خسر ..ومن نظر في العواقب نجا ..ومن أطاعهواه ضل ....ومن لم يحلم ندم ..ومن صبر غنم ..ومن خاف رحم ..ومنأعتبر أبصر ...ومن أبصر فهم ..ومن فهم علم !!***و قال عليه السلام :اعلمإن لكل فضيلة رأساً و لكل أدب ينبوعاً..ورأس الفضائل و ينبوع الأدب هو العقل ..الذي جعله الله تعالى للدين أصلاً و للدنيا عمادا ..فأوجب التكليف بكماله ....و جعل الدنيا مدبرة بأحكامه ..و ألف به بين خلقه ....مع اختلاف همهم ومآدبهم !!***و قال عليه السلام :منينصب نفسه للناس إماماً ....فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ..و ليكنتأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه !!***و قال عليه السلام :منملك نفسه عن أربعة خصال .....حرَّم الله لحمه على النار ..من ملك نفسه عندالرغبة ... والرهبة .. والشهوة .. والغضب !***وقال عليه السلام :راحةالجسم في قلة الطعام ...وراحة النفس في قلة آلاثآم ..وراحة القلب في قلةالاهتمام ..وراحة اللسان في قلة الكلام !!***و قال عليه السلام : خيرالدنيا والآخرة في خمس خصال ....غني النفس ..وكف الأذى ..وكسب الحلال ..و لباس التقوى ..و الثقة بالله على كل حال !!

المواضيع الأخيرة

» رسالة من زائر
الرشد طريق التكامل الحضاري Emptyالسبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده

» باك المنتدى
الرشد طريق التكامل الحضاري Emptyالسبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده

» افكار للرفوف رووعه
الرشد طريق التكامل الحضاري Emptyالجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده

» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الرشد طريق التكامل الحضاري Emptyالجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده

» طريقة عمل آيسكريم~..
الرشد طريق التكامل الحضاري Emptyالجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده

» عندمآإ ........
الرشد طريق التكامل الحضاري Emptyالثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده

» يا علي ( رسمتي )
الرشد طريق التكامل الحضاري Emptyالثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده

» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الرشد طريق التكامل الحضاري Emptyالثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده

»  عضوين في قفص المواجهه
الرشد طريق التكامل الحضاري Emptyالسبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 113 بتاريخ السبت أكتوبر 05, 2013 8:49 pm

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    الرشد طريق التكامل الحضاري

    مريام
    مريام
    Admin
    Admin


    barbican

    اوسمة العضو : عدد الاوسمة3

    المزيد : عدد الاوسم3

    supper : عدد الاوسمة3

    انثى العذراء

    تميز العضو : 13
    عدد المساهمات : 5378

    نشاط العضو : 66183
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009
    العمر : 34
    الموقع : كربلاء الصغرى
    العمل/الترفيهطالبة جامعية

    احترام القوانين احترام القوانين : cool

    التقاط الرشد طريق التكامل الحضاري

    مُساهمة من طرف مريام الأربعاء أبريل 29, 2009 7:42 pm

    الرشد طريق التكامل الحضاري
    صدر الخطبة
    عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن التقوى مفتاح كل خير، وأصل كل فضيلة، فمن خلال التقوى يستطيع الإنسان أن يرتقي في مدارج الكمال ويصل إلى الدرجات العلى، ومن خلال التقوى يتبلور عقل الإنسان وفكره وطريقة تفكيره حتى يصل إلى الرشد.

    النقطة الأولى: مفهوم الرشد
    استخدم القرآن الكريم الرشد في مقابل السفه مرة واستخدمه في مقابل الغي مرة أخرى ليدلنا على أن الرشد هو الحالة السوية وحالة الاعتدال أما الخروج عن هذه الحالة بالشذوذ عنها لسفه أو غي فيمثل الخروج عن حالة الاستواء والاعتدال، إن التزام حالة الاستواء يمثل الرشد، وأي خروج عن هذه الحالة هو سفه وغي، يقول تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[1].
    لذلك فأنت تسمع بمصلح الاستخدام الرشيد الذي يعبر عن حالة الاعتدال.
    واستخدم القرآن الكريم الرشد في مقابل الضر أيضاً؛ لأن نتيجة الغي والسفه هي الضر، بينما المنفعة هي نتيجة الضر، يقول تعالى: (قُلْ إِنِّي لآ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ رَشَدًا)[2]، كما أن الرشد ضد الضلال؛ لأن الرشد مرتبط بالهداية، بينما الغي مرتبط بالضلال.
    فالرشد يعني المقدرة على التمييز الصحيح بين الخير والشر وبين الصالح والطالح والمقدرة على اتخاذ القرار السليم، وهو ما يُعبر عنه اجتماعياً بالنضج. فليس الرشد في مفهوم القرآن الكريم هو القدرة على فلسفة الأمور وحلحلتها وإن كان هذا التنظير بعيد عن الحق ومجانب للصواب، فكل من يرغب عن ملة إبراهيم بما تمثله من حق، وبما احتوت عليه من قيم ومثل، فهو سفيه، حتى ولو كان يمتلك مقداراً كبيراً من المعرفة النظرية ومستوى متقدماً من القدرة على التنظير بأن كان يعد مفكراً أو باحثاً أو كاتباً أو مثقفاً أو ما شابه ذلك، يقول تعالى: (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)[3].
    هذا لأن الدين الإلهي يعكس الحق الواضح المتجلي في الخليقة بما فيها من سنن ونواميس، ويعكس القيم الفطرية التي ولد بها الإنسان، فعلى هذا يكون كل من يكفر بمنهج الله الذي ارتضاه لعباده فهو سفيه النفس، سواء كان كفره كفراً على صعيد العقيدة، أو كفراً بشريعة الله ومنهجه في أي قضية من القضايا سواء كانت في المجال السياسي أو الاجتماعي أو الأخلاقي والتربوي أو الاقتصادي.
    فهناك فئة من الناس ترفض حقيقة وجوب كون الدين مهيمناً على واقع البشر الثقافي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي وما شابه، فتراهم يحصرون دور الدين في دور العبادة وفي علاقة الإنسان الفردية بربه، ودون أن يكون للدين أدنى حضور في الجوانب التي تمس حياة الإنسان، فهم ينكرون أن يكون للدين أدنى تدخل في الشأن الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، ولا شك أن هذا المنطق مرفوض جملة وتفصيلاً من وجهة نظر الدين.
    عن أبي جعفر -عليه السلام- (أنه أتاه رجل بمكة فقال له: يا محمد بن علي؛ أنت الذي تزعم أنه ليس شيء إلاّ وله حد؟ فقال أبو جعفر -عليه السلام-: نعم أنا أقول أنه ليس شيء مما خلق الله صغيراً وكبيراً إلاّ وقد جعل الله له حداً، إذا جُوِّز به ذلك الحد فقد تُعدي حدُ الله فيه. فقال: فما حد مائدتك هذه؟ قال: تذكر اسم الله حين توضع، وتحمُد الله حين تُرفع، وتقـم ما تحتها. قال: فما حد كوزك هذا؟ قال لا تشرب من موضع أذنه، ولا من موضع كسره، فإنه مقعد الشيطان. وإذا وضعته على فيك فاذكر اسم الله، وإذا رفعته عن فيك فاحمد الله وتنفس فيه ثلاثة أنفاس فان النفس الواحد يُكره)[4].
    وهكذا يمتد السفه ليشمل كل من يكفر بالحنفية البيضاء وبما يتفرع عنها من ثقافة ربانية صافية ونقية، فالثقافة الرسالية موجودة في القرآن الكريم وفي كلام أهل البيت -عليهم السلام- ولكن هناك من يكفر بهذه الثقافة، ويحاول أن يشكك في حقانيتها وصوابيتها، وهناك بعضٌ آخر لا يريد أن يتحمل أعباء حمل هذه الثقافة مع إيمانه به.
    وهناك مستويات من الرشد؛ فقد يكون الإنسان راشداً مالياً واقتصاديا يستطيع أن يدير شؤونه الاقتصادية بشكل صحيح، ولكنه قد يكون سفيه ثقافياً؛ بأن لا يكون قادراً على انتخاب الثقافة الصحيحة.
    وكما على الصعيد الفردي، كذلك على الصعيد الاجتماعي هناك رشد وهناك سفه؛ فإتباع الرسل والأنبياء والمصلحين الذين يمثلون الحق والصواب يعكس حالة الاستواء في المجتمع وبالتالي الرشد الاجتماعي، أما التخلف عنهم وتكذيبهم ومحاربتهم فهو يمثل السفه والغي، وهكذا المجتمع الرشيد هو الذي يتبع القيادات التي تهدي بالحق وتأمر بالعدل، أما المجتمع الذي يحارب قيادات السماء فهذا المجتمع مجتمع سفيه ويتبع سبيل الغي في سلوكه وثقافته، وهكذا المجتمع الذي يتخذ من الظلمة قيادات له فهذا مجتمع غير رشيد.

    مريام
    مريام
    Admin
    Admin


    barbican

    اوسمة العضو : عدد الاوسمة3

    المزيد : عدد الاوسم3

    supper : عدد الاوسمة3

    انثى العذراء

    تميز العضو : 13
    عدد المساهمات : 5378

    نشاط العضو : 66183
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009
    العمر : 34
    الموقع : كربلاء الصغرى
    العمل/الترفيهطالبة جامعية

    احترام القوانين احترام القوانين : cool

    التقاط رد: الرشد طريق التكامل الحضاري

    مُساهمة من طرف مريام الأربعاء أبريل 29, 2009 7:45 pm

    النقطة الثانية: أهمية الرشد
    لا شك أن القرآن الكريم قد أكد على مفهوم الرشد في أكثر من موضع، وأكد على كون هذه الصفة أحد أهم صفات الشخصية الإيمانية، بل إن الهدف من القرآن الكريم هو الهداية إلى الرشد كما يبين القرآن الكريم نفسه، يقول تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)[5]، فمن أبرز حقائق هذا الكتاب أنه كتاب هداية، فالقرآن الكريم مستجمع لكل مقومات الهداية، وهذه الهداية متعلقة بالرشد، فما كان من الجن إلا أن آمنوا (فَآمَنَّا بِهِ)، فهم لم يمتلكوا إلا أن يؤمنوا؛ لأن النتيجة الطبيعية من كون القرآن الكريم يهدي إلى الرشد هو الإيمان به، ثم يمضي السياق: (وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) فهذا الجزم نتيجة للرشد.
    أولاً: أهمية الرشد الفردية
    ولا تتحقق الأهداف الكبرى والغايات العظمى من خلق الإنسان إلا بكون الإنسان رشيداً متحرياً للرشد، فالله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان لكي يتكامل في آفاق العبادة والمعرفة الإلهية، الأمر الذي لا يجتمع مع الغي والسفه، فالرشد بما يتضمن من انتخاب الصواب والحق يعكس جانب التكامل عند الإنسان.
    فالرشد هو الذي يمكن الإنسان من حمل الثقافة السليمة؛ لأن الإنسان الراشد ثقافياً هو الذي وصل إلى مستوى من الوعي يمكنه من إدارة شأنه الثقافي بشكل سليم، بحيث يستطيع أن يميز بين الأفكار والثقافات غثها من سمينها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الإنسان الرشيد هو الذي يعكس علمه ومعارفه على واقعه الخارجي بحيث تشكل له الأفكار التي يحملها بصائر يمشي بها في عتمة الثقافات المتصارعة والمتناقضة، أما الإنسان الذي لا يمتلك مثل هذا الوعي فإنه يتخبط في دهاليز الثقافات المظلمة والأفكار السوداوية.
    وبكلمة، إن تكامل الشخصية لا يكون إلا عن طريق اكتساب العلم والمعارف الحقة أولاً وتطبيقها على واقع الإنسان ثانياً، وهذا لا يكون إلا بالرشد.
    ثانياً: أهمية الرشد لنهضة الأمة
    الأمم لا تتخلف إلا إذا أصيبت بأمراض وابتليت بمشاكل، ترجع بالأمة إلى الوراء في مسيرتها نحو الإصلاح والحضارة. بل إن الأمة لا تستعبد من قبل الاستكبار والطغيان إلا لأمراضها الداخلية التي تجعلها لقمة سائغة أمام الطامعين، ومشكلة الأمة اليوم هو في سلوكها وشخصيتها ومرضها الداخلي، أما توثب الاستكبار والطغيان عليها ليس إلا عرضاً لهذا المرض.
    فتحرير الأمة من قيود الاستكبار والطغيان لا يكون إلا بعد تحرير الأمة من قيودها وأغلالها الداخلية، والنهوض بالأمة إلى ركب الحضارة لا يكون إلا بعد أن نعالج مشاكل الحضارة ونستوفي في داخلنا شروط النهضة، إن هناك قيوداً تكبل الأفراد وتكبل المجتمعات، وتكبل الأمة، والنهضة بالأمة لا تكون إلا بعد تكسير هذه القيود والعقبات.
    ولهذا يجب علينا أن نقف ونتساءل: ما هي القيود التي تكبل الإنسان، وما هي الأغلال التي تقيد مجتمعاتنا، وتكبل الأمة عن حركتها نحو الإصلاح والنهضة، وتسلب منها حريتها وتسهل الطريق للاستكبار لاستعبادها؟
    لا شك أن الذي يفتش عن جذور التخلف في الأمة فإنه سيقع على المشكل الثقافي كأحد أبرز أسباب التخلف في الأمة.
    إن حرية الأمة ونهضتها هي إرادتها، فإرادة الأمة هي التي تصنع الحرية وتصنع الإصلاح والنهضة. ولا يمكن أن تحرر الأمة إلا إذا تحررت إرادة الفرد، وإرادة الفرد لا تتحرر إلا بالوعي والبصيرة. فالرشد الثقافي والوعي للمسؤوليات الدينية والتحديات التي تمر بها الأمة، هو الذي ينشأ إرادة مسؤولة تساهم في خدمة مسيرة الأمة، أما الإنسان المتخلف ثقافياً فهو في الأغلب عنصرٌ خامل لا يتفاعل مع مسيرة الأمة.
    والتخلف الثقافي هو في الحقيقة مرضٌ عضال تتفرع منه أمراض شتى، فهو يقتل الكلمة ويحد من تأثيرها، ويقتل الطموح ويسفه الاهتمامات، وهذه الأمراض تقتل طاقة الفرد وتحوله إلى عنصر خامل، مما يضعف قوة الأمة وإرادتها في الإصلاح والتحرر، بينما الرشد الثقافي هو الذي يموج للكلمة الصادقة، ويدفع بالطموح إلى أعلى مستوياته، ويرقى بالاهتمامات إلى صلب القضايا الأساسية والضرورية.

    مريام
    مريام
    Admin
    Admin


    barbican

    اوسمة العضو : عدد الاوسمة3

    المزيد : عدد الاوسم3

    supper : عدد الاوسمة3

    انثى العذراء

    تميز العضو : 13
    عدد المساهمات : 5378

    نشاط العضو : 66183
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009
    العمر : 34
    الموقع : كربلاء الصغرى
    العمل/الترفيهطالبة جامعية

    احترام القوانين احترام القوانين : cool

    التقاط رد: الرشد طريق التكامل الحضاري

    مُساهمة من طرف مريام الأربعاء أبريل 29, 2009 7:47 pm

    ثالثاً: أهمية الرشد للقيادة
    يقول تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ)[6]، إن من أبرز الصفات التي تتصف بها القيادة الرسالية هي صفة الرشد؛ وهذه الصفة تتناسب وحجم الأدوار التي تضطلع بها؛ فبما أن الواقع يعج بالأحداث الكبيرة والقضايا المصيرية فإنه من اللازم والضروري أن تكون القيادة التي تريد أن تنهض بالمجتمع بحجم هذه الأحداث والقضايا لا أن تكون وراءها.
    واتصاف القيادة الرسالية بالرشد يعني فيما يعني ثلاثة أمور:
    (1)
    المعرفة العميقة بالدين.
    (2)
    معرفة الواقع.
    (3)
    التصدي للواقع.
    فالقيادة الرسالية هي التي تتحرك من عمق معرفتها بقيم الدين وأحكامه، وليس من أهوائها ومصالحها، وكل حركتها مبنية على العلم والبصير النافذة وليس على الجهل والظنون والشكوك، ثم إنها تنطلق من فهم متين ودقيق للواقع وللمتغيرات التي تعصف به وللعوامل التي تحكمه وتسيره، فهي مضطلعة على السياسة وألاعيبها، ومتفهمة لجوانب القوة والضعف للمجتمع، بالإضافة إلى أن القيادة الرسالية هي التي تتصدى لتغيير الواقع الفاسد وتتحمل في سبيل ذلك الأذى والتضحية.
    فالرشد هو المقياس الحقيقي للإتباع؛ فبقدر ما تمتلك القيادة من رشد، بقدر ما تكون أحق بالإتباع، والقيادة الرسالية بما تمتلك من إيمان فهي أقرب إلى الرشد، والطريق التي تمشي فيه هو طريق الرشاد، يقول تعالى: (وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ)[7]، بينما الطاغوت هو أبعد الناس عن الرشد، يقول تعالى: (فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ)[8].
    لكن الطاغوت ديدنه هو تزييف الحقائق وتبديل المفاهيم، يقول تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)[9]، ويقول تعالى: (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)[10].
    كيف نحصل على الرشد؟

    وهنا ينبغي علينا أن نتساءل: إذا كان الرشد الثقافي ضرورة ماسة بالنسبة إلى الفرد، وبالنسبة إلى نهضة الأمة، فيا ترى ما هو منبع الرشد؟ وكيف نحصل عليه؟
    إن الرشد هو تناغم الإنسان مع الحقائق والمعارف والثقافات، والوحي هو مصدر الرشد لأن الوحي كما يبين للإنسان المنهج الإلهي، كذلك يهدي الإنسان إليه، فيجعل الإنسان يتناغم مع الحقائق الكبرى، ينسجم مع العقيدة، يبلور في الإنسان روح الإيمان والتقوى التي تدعوه إلى تطبيق المنهج الإلهي.
    ولكن حتى يصل الإنسان إلى الرشد، هو بحاجة إلى أن يستجيب إلى الوحي، من خلال الإيمان بالمنهج الإلهي. فالله سبحانه لا يمن على الإنسان بالرشد، ولا يمن على المجتمع بالرشد إلى بعد الإيمان به وبرسالته وبمنهجه. لأن الإيمان هو الذي يجعل الإنسان متناغماً مع ما يمتلك من معارف وبصائر ورؤى، (وَإِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيبٌ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِيْ وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[11].
    حتى يصل الإنسان إلى الرشد لا بد له من أن يطهر قلبه من جميع المصالح الذاتية، وأن يستجيب إلى الآيات الإلهية، وبقدر ما يسلم إلى الآيات الإلهية بقدر ما يهبه الله من الرشد، ولهذا فإن من يستكبر على آيات الله لا يصل إلى طريق الرشد، يقول تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ)[12].
    وهكذا على مستوى الأمة، إذا أرادت أن تكون أمة رشيدة لا بد لها أن تستجيب للمنهج الإلهي وتؤمن به عملياً على جميع المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية، إن الأمة الإسلامية تمتلك المنهج الإلهي القادر على صناعة حضارة حقيقية لهذه الأمة، لكن هذا الأمر رهين بإيمان الأمة بمنهجها السماوي وتطبيقها لهذا المنهج.
    (
    قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)[13]، إن ثقافة القرآن تبلور الرشد الوعي في روح الأمة، من خلال العلم والإيمان والذي من خلالها يتحقق الرشد، وإذا أرادت الأمة أن تمتلك الرشد فعليها بالاستجابة إلى القرآن وإلى المنهج الإلهي.


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 7:01 pm