عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن التقوى هي أساس كمال شخصية الإنسان. إن الإنسان خلق في الحياة من أجل الوصول للكمال، ومن هذه الحكمة جاء ابتلاء الله للإنسان.
يقول تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[14]، إن الله سبحانه لا تزال نعمه تتواتر على الكائنات وتتابع آلائه على الخليقة، ولولا القدرة الإلهية لتلاشت السموات والأرض وما فيهن، فعالم الخليقة في تكامل مستمر، لأن خالقها يعطيها بركة تلو أخرى، فمسيرة الخلق على صعيدها التكويني هي في حركة تصاعدية. والله خلق الموت والحياة من أجل ابتلاء الإنسان، حتى يعمل الإنسان العمل الأحسن. والعمل الأحسن لا يكون إلا إذا خاض الإنسان الامتحانات المتعددة، وتجاوز الابتلاءات من أجل الرضوان الإلهي.
فيا عباد الله، اتقوا الله واغتنموا هذا العمر في طاعة الله سبحانه، فالحياة ساعة فاجعلها طاعة، اتقوا الله واعلموا أن هذه الحياة دار امتحان وبلاء، فالابتلاء هو صبغة هذه الحياة، وإعراض الإنسان عن مسؤولياته وغفلته عنها لا يرفع الابتلاء لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً. إن التقوى تمكن الإنسان من تجاوز الابتلاء والامتحان.
الإصلاح بحاجة إلى قيادات
لماذا لا تهدأ بعض المجتمعات في مسيرة الإصلاح؟
ولماذا تتوقف مجتمعات أخرى عن مسيرتها منذ الجولات الأولى في حركة التغيير والإصلاح؟
لا شك أن ثمة عناصر هي التي تحرك المجتمعات من أجل المطالبة بالحقوق، وهذه العناصر والصفات حينما تغيب عن المجتمعات الأخرى تراها غير قادرة على مواصلة الحركة الإصلاحية واسترداد الحقوق.
إن التغيير والإصلاح لا يمكن أن يولد بعيداً عن الإرادة الاجتماعية، وإنما الإصلاح لا يولد إلا من رحم الإرادة الاجتماعية، فما لم تكن هناك إرادة اجتماعية حقيقية للتغيير لا يمكن للمجتمع أن يحقق الإصلاح، أو أن يسترد حقوقه المضيعة، فالإرادة الاجتماعية هي التي تصنع التغيير والإصلاح، وإرادة المجتمع تتمثل في القيادات والطلائع والنخب الذين يسعون من أجل تحقيق طموحات المجتمع وتطلعاته في الواقع الخارجي.
ولهذا مجتمع بلا قيادة، هو مجتمع بلا إرادة، قيادة المجتمع هي التي تصنع إرادته الشعبية والجماهيرية، والمجتمع الذي تتكاثر في القيادات والنخب التي تتحرك نحو طموحات المجتمع وتطلعاته هذا المجتمع يمتلك إرادته، فالأمة التي تبني القيادات و الطلائع الرسالية لهي أجدر أن تكون في طليعة الأمم.
إن من أبرز العناصر التي تؤهل المجتمع للتغيير والإصلاح واسترداد الحقوق هو وجود القيادات والطلائع والنخب الصالحة، فإصلاح الواقع الخارجي منوط بالقيادات والطلائع التي تعمل من أجل قضايا المجتمع، ومن أجل قضايا الأمة؛ المجتمعات التي نهضت لم تنهض إلا بما لديها من طاقات وقدرات وكفاءات، فنخب المجتمع هي التي تقود مسيرة الإصلاح، وهي التي ترفع راية التغيير، وهي تحول القيم الأصيلة والشعارات الكبرى إلى واقع خارجي، فقيادات المجتمع وطلائعه هم الذين يتحركون وفق للأهداف السامية التي يؤمن بها المجتمع، ويسعون من أجل تطبيقها في الواقع الخارجي.
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده