لقد حددت الشريعة الاسلامية التكاليف والمسؤوليات العبادية الواجبة على الانسان في حالتي الصحّة والمرض مراعية قدرة الانسان واستطاعته، فتحدث القرآن الكريم والسنّة النبوية والدراسات الفقهية عن تكاليف المريض والاحكام المتعلّقة به على أساس من أصول التكليف والمسؤولية والجزاء في العقيدة الاسلامية المرتبطة بعدله سبحانه ولطفه بعباده ورحمته بهم، قال تعالى موضّحاً القاعدة العامّة للتكليف بقوله:
(لايُكلّفُ اللهُ نفساً إلاّ وسعها). (البقرة/286)
(لايُكلّفُ اللهُ نفساً إلاّ ماآتاها). (الطلاق/7)
(وما جعل عليكم في الدين من حرج). (الحج/78)
(يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفاً). (النساء/28)
وعلى أساس هذه المبادي قال تعالى أيضاً :
(فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدةٌ من أيّام أُخَر وعلى الذين يُطيقونَهُ فِديةٌ طعامُ مِسكين). (البقرة/184)
وقال تعالى في الاعفاء من الجهاد:
(ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرجٌ ولا على المريض حرج). (النور/61)
وكما تحدّث القرآن الكريم في قاعدة التكليف الاساسية فأوضح أنّ من شروط التكليف بشيء والجزاء عليه هو توفّر الاستطاعة على إنجاز ذلك الشيء، سواء كانت الاستطاعة المطلوبة بدنية أو مالية أو نفسية، كما أوضح أنّ الحرج مرفوع عن العباد، ولا يكلّف الله الانسان تكليفاً يسبب له الحرج بل انّ الله بلطفه ورحمته قد خفف عن العباد وسهّل لهم طرق الوصول إليه.
لذا فقد قامت التكاليف العبادية وغيرها كالطهارة والصلاة والصوم والحجّ والجهاد على الاستطاعة البدنية.
وهذا المبدأ يعبّر عن عدل الله سبحانه ولطفه ورحمته بالخلق. وعند قراءة النصوص الفقهية نلاحظ أنّ الشريعة الاسلامية قد فرّقت بين المريض وبين الشخص السليم في التكاليف، فالشريعة الاسلامية قد أوجبت، مثلاً على الانسان الذي يتمتّع بصحّة طبيعية الغسل من الحدث الاكبر كالجنابة والحيض والنفاس كما أوجبت عليه الوضوء للصلاة، وامّا المريض مرضاً يضرّ معه الغسل أو الوضوء فقد أعفي عنهما، وعليه أن يستعمل الطهور البديل وهو التيمم. فيتيمم بدلاً من الغسل أو الوضوء. والمريض الذي يضرّ به الصوم لايصحّ صومه، وعليه الافطار والقضاء بعد الشفاء من المرض، أو دفع الفدية، وهي مقدار محدد من الطعام إلى الفقراء عن كلّ يوم يعجز عن صيامه. والمريض الذي لايستطيع أداء الصلاة قائماً يؤدّيها جالساً فإن عجز أدّاها مضطجعاً. والعاجز بدنياً عن الحجّ والجهاد يسقط عنه هذان الفرضان ويعفى من المسؤولية.
كما انّنا نجد قاعدة (لاضرر ولاضرار) حكماً شاملاً لايّ تكليف يسبب الضرر البدني للانسان وعملاً بهذه القاعدة أسقط عن الانسان أيّ تكليف يسبب له الضرر البدني.
المصدر :كتاب الرعاية الصحية في الاسلام
موقع البلاغ
www.balagh.com
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده