[center]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قال تعالى : d]إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ] سورة النمل آية 80
صدق الله العلي العظيم
تكلمنا
بتعجب عن شخصية الإمام الحسين عليه السلام الذي أسر قلوب الملايين وسألناه
من يكون فجاوبنا الحسين عليه السلام بأن حروفه تتكلم عنه
ح س ي ن
فالحاء حياة والسين سعادة والياء يقين والنون نجاة
اليوم
سنتكلم عن حرف الحاء الذي يجمع بقية الحروف وهي الحياة الطيبة السعيدة
والنجاة من النار ومن كل سوء بيقين ثابت ولكن سوف نستهل الكلام بأبيات
جميلة في حق الإمام الحسين عليه السلام فما أجمل ما قال الشاعر الموالي
والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبك مقرون بأنفاسي
ولا جلســـت إلى قوم أحدثهــم إلا وأنت حديثي بين جلاسي
ولا ذكرتك محزونا ولا فرحا إلا وانت بقلبي بين وسواسي
ولا هممت بشرب الماء من عطشي إلا رأيت خيالا منك في الكأس
ولو قدرت على الإتيان جئتكم سعيا على وجهي أو مشيا على الرأسِ
وما لي للناس كم يلحونني سفهاً ديني لنفسي ودين الناس للناس
في الآية الشريفة التي استفتحنا بها الموضوع هناك خطاب موجه من الحق تبارك وتعالى لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله
لكن هذا الخطاب عجيب!!
فهل الأموات يسمعون؟؟
هناك بعض الأقوال في أن الأموات يسمعون لكن لا يردون الكلام .
لكن الآية الشريفة لا تعني أموات الجسد إنما تعني موتى الأرواح بقرينة
[ ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين]
لأن الصمم يكون عند الأحياء وليس الأموات وكذلك الإدبار والصدود ,, فموتى الأجساد لا يتحركون .
وكيف لروح نفخ الله فيها من روحه أن تموت ويبقى جسدها حي يتحرك ؟؟
موت الروح يكون عبارة عن موت كل إحساس فيها وهذا يكون بكثرة ذنوب صاحبها
فينعكس هذا عليها وعلى القلب فيصبح صخرة صماء يتلبسها الرين فلا يكاد ينفك عنها إلا ما رحم ربي ...
يقول الإمام علي عليه السلام
( ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب )
إذا ربطنا الكلام السابق بقول أمير المؤمنين عليه السلام
تكون الخلاصة أن الدموع تمنع قسوة القلب وعندما يلين القلب تحيا الروح
أي أن الدموع تدل على حياة الروح
فتكون سبيل من سبل إنقاذ الروح وإنعاشها
وما إن تُذكر الدموع حتى يبرق اسم له علاقة بالدمعة
فهو إنسان ما ذُكر اسمه حتى تجري دموع العين بغزارة وتشتعل في القلب حرارة
قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله
[إن لقتل ولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد إلى يوم القيامة]
قلنا بأن الدمعة مرتبطة بالإمام الحسين عليه السلام
وأن الدمعة هي من طرق إحياء الروح الميتة
فالبكاء على الإمام الحسين عليه السلام وذكر مصائبه يلين القلب ويرققه
كما أن البكاء هي من صفات المؤمنين
فالمؤمن يوجل قلبه ويخضع ويلين عند ذكر الله .
فالبكاء على الإمام الحسين عليه السلام تعظيم لشعائر الله تبارك وتعالى
(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (32) سورة الحـج .
السلام على صريع الدمعة الساكبة
قَالَ
الإمام الرِّضَا عليه السلام : مَنْ تَذَكَّرَ مُصَابَنَا فَبَكَى وَ
أَبْكَى لَمْ تَبْكِ عَيْنُهُ يَوْمَ تَبْكِي الْعُيُونُ وَ مَنْ جَلَسَ
مَجْلِساً يُحْيِا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ
الْقُلُوبُ
وقَالَ
الإمام الرِّضَا عليه السلام فِي حَدِيثٍ فَعَلَى مِثْلِ الْحُسَيْنِ
فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ الذُّنُوبَ
الْعِظَامَ .
نستخلص من هذا الكلام أن:
الإمام الحسين عليه السلام بثورته ومصائبه وما جرى عليه من عطش وظلم وقهر وقتل وسبي حُرم
بأخلاقه وشرفه ونسبه وعبادته بكل وجوده
هو محيي الأرواح
كما ذكرنا في الآية الشريفة أن الحق تبارك وتعالى يقول
d]إنك لا تسمع الموتى]
أي لا تكلمهم فهم لا يسمعون
ونحن نعلم بأن الإمام الحسين عليه السلام هو القرآن الناطق
فمن المستحيل أن يخالف القرآن الكريم
لكنه كان يُكلم أصحابه بعد استشهادهم فماذا نفهم من هذا التصرف؟؟
نفهم أنه أحيا أرواحهم فماتوا جسدا وعاشوا أرواحا
{ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران:169]
لقد خاطب بابي هو وأمي الحر الرياحي رضوان الله عليه بعد استشهاده
( صدقت أمك إذ سمتك حرا ,, أنت حرٌ في الدنيا وسعيدٌ في الآخرة )
لقد كان الحر الرياحي غافلا ميت الروح إذ كان من جنود يزيد اللعين فاعترض طريق الإمام سلام الله عليه
لكن بعد صلاة واحده خلف الإمام الحسين عليه السلام
انقلب حاله وصار يخير روحه بين الجنة والنار
فاختار نصرة الحسين عليه السلام وفاز بالجنة والحياة السرمدية
وهناك مشهد آخر من مشاهد إحياء الروح في كربلاء
فهاهي زوجة وهب الأنصاري الذي أسلم حديثا وكان جديد العهد بالزواج
فاختار ترك الزوجة ومتاع الدنيا وفضل الاستشهاد بين يدي أبو عبد الله سلام الله عليه
فلما علمت هذه الزوجة بعزم زوجها على الخروج لنصرة ابن الزهراء عليها السلام
حاولت منعه لكنه رفض وخرج للجهاد
وأثناء قتاله مع الأعداء رآها تجاهد هي الأخرى فتعجب من ذلك
وعندما سألها عن السبب ؟؟
قالت له : إن واعية الحسين كسرت قلبي ,, لقد سمعته يقول :
( أما من ناصر ينصرنا ,, أما من معين يعيينا ,, أما من ذاب يذب عن حُرم رسول الله )
فصرخة الحسين عليه السلام أحيت قلب هذه المرأة وروحها
فكُتبت لها السعادة الأبدية
الإمام الحسين عليه السلام يحي روح كل باحث عن الحرية ورافض للظلم
يقول رئيس الهند الراحل ( غاندي )
وحصل على حريته وحرية شعبه فقال قولته المشهورة
ويقول الإمام الخميني قدس سره الشريف
( كل ما لدينا من عاشوراء )
وقال رضوان الله عليه (محرّم
هو الشهر الذي أحي فيه سيد المجاهدين والمظلومين الإسلام، وأنقذه من
مؤامرة عناصر نظام بني أميّة الفاسدين، الذين كانوا قد ساروا بالإسلام إلى
حافّة الهاوية. )
وقال ايضاً رضوان الله عليه ( إن الذي صان الإسلام ,ابقاه حياً حتى وصل إلينا نحن المجتمعون هنا هو الإمام الحسين عليه السلام )
فكلنا نعرف التوفيق الإلهي الذي كان يشمل الإمام الراحل رضوان الله عليه في كل خطوة يخطوها في ثورته المباركة
فهو سار في نهجه على خط سيدنا ومولانا ابا عبد الله الحسين عليه السلام
في رفض الظلم والطغيان وإصراره على إحياء الدين وتقويم أركانه
فاستجاب لأوامر الله في إتباع الرسول صلى الله عليه وآله
[يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم] سورة الأنفال آية 24
فماذا كان الرسول صلى الله عليه وآله يدعو إليه ؟؟
كان يدعو لذكر الله e]ألا بذكر الله تطمئن القلوب ]
وكان يقوم بإعداد وتهيئة الناس على تقبل خلافة أهل بيته من بعده
لأن في إتباعهم حياة لهم وهداية ونجاة
]أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم]
فكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ,, كذلك الإمام الحسين عليه السلام سار بسيرة جده المصطفى صلى الله عليه وآله
فقال (ما خرجت أشراً ولا بطراً. إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)
عندما
رأى الإمام روحي فداه ما آل إليه حال الدين والناس بعدما تولى يزيد اللعين
الخلافة المغصوبة قرر أن يثور على الظلم وأن لا يضع يده بيد هذا الطاغي
فقال :
(لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد)
فكانت تلك الثورة الدامية في ذلك اليوم المفجع في كربلاء
فأصبح يوم عاشوراء يوم انتصار الدم على السيف وخرجت كلمات قائد الثورة مدوية
يرن صداها إلى يومنا هذا
(إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني)
هذي دماؤك يا حسين قوافل فالسيف مقتول ونحرك قاتل
في كل أرض كربلاء نزيفها منه النفوس الظامئات نواهل
وبكل قلب جنة من عابس في عشقه تسري بنا وشمائل
أرواحنا للمكرمات قواصد وجراحنا للثائرين مشاعل
عرس الشهادة في الحتوف نقيمه وخيولنا فوق النجوم صواهل
فهو الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله
( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا )
لأن الحسين عليه السلام هو الذبح العظيم الذي فدى الله به نبي الله إسماعيل على نبينا وآله وعليه السلام
فالظاهر للناس أنه فدى إسماعيل عليه السلام وفي الحقيقة هو فدى اسم الله واسم جده واسم أبيه من أن يمحيها الظلم والطغيان
فدى الإسلام من أن يتلاعب به بنو أمية فيعيدون الناس إلى عصر الجهل والضلال والكفر
فهم أرادوا بقتلهم الحسين عليه السلام أن يقتلوا الدين وأن يمحوا ذكر محمد وآله محمد من الوجود
كم حاولوا قتل الحسين بذاتي ,,
وما دروا أن الحسين حياتي .
أو مادروا أن الحسين تنفسي ,,
في زفراتي باق وفي آهاتي .
هو صرخة هو دمعة أجريتها ,,
حزني على الخدين من أعماقي.
فكل الأنبياء والرسل والأوصياء إلى نبينا محمد وأهل بيته عليه وعليهم السلام كانوا يعدون العدة
لقيام الدولة الإلهية فيهيئون الناس لاستقبال
مكمل الأرواح
الذي بخروجه يمسح على أرواح البشرية فيكتمل كل ناقص فيها
فهو الإمام الوحيد الذي يخرج ويقيم دولته ولا يكون في عنقه بيعة لظالم
فيحق الحق ويمحق الباطل ويرفع رايته الشريفة
( يا لثارات الحسين )
فأول ما يقوم به هو إظهار قبر جدته المظلومة المقهورة ,, ويخرج عبد الله الرضيع
من قبره ليري العالم مظلومية جده الحسين عليه السلام
فسلام الله عليك سيدتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء وعظم الله لك الأجر في مصابك بحبيب قلبك
وفلذة فؤادك
السلام على الشيب الخضيب السلام على الجسم السليب السلام على الخد التريب
السلام عليك يا سيد الشهداء ورحمة الله وبركاته
يا محيي الأرواح أما تُلقي علينا بنظرة منك فتحيي أرواحنا ؟؟
يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما
يا محيي الأرواح بالله أحييني
إن ماتت الأرواح فحبك يحييني
حبك الطاهر يجري بشراييني
وصوتك الهادر بالطف يناديني
لبيك يا روحي لبيك يا عيني
يا ساقي العشاق من كفك أسقيني
روّي قلب مشتاق بالحب روّيني
روّي قلب عاشق نبضه حسيني
جمر العشق حارق والبعد يكويني
لبيك يا روحي لبيك يا عيني
إن صابني سقم إسمك يشفيني
فأنت الطبيب وأنت من يداويني
وإن حل بي هم حروفك تسليني
فأنت لي إسم وأنت عناويني
لبيك يا روحي لبيك يا عيني
ما زال يوم الطف ذكراه تؤذيني
كيف ارتقى شمرا كعبة الدين
فيا محيي الأرواح بالله أحييني
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/center]
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده