اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ا لشريف
بارك الله بيكم اخي الكريم
ويسرني اضافة ذلك
بصريح عبارة جملتكم تلك
يادنيا يادنيا اليّ تعرضت ام تشوقتي هيهات هيهات غري غيري وقد بتتك ثلاثا لارجعه لي فيك فعمرك قصير وعيشك حقير وخطرك كبير}
وهي تبدا القصة من
دخل ضرار بن ضمرة الكنانى (ضرار الضبابي) وهو من خواص أصحاب الإمام عليّ (عليه السلام) على معاوية بعد استشهاد الإمام (عليه السلام)، فقال له
يا ضرار صف لي عليًّا)، فقال: أَوَ تعفيني...؟، قال: لا أعفيك، قال: أمّا إذا لا بدّ من وصفه فإنّه: (كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس باللّيل وظلمته، كان والله غزير الدّمعة (غزير البصيرة)، طويل الفكرة، يقلب كفيّه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللّباس ما خشن (ما قصر)، ومن الطعام ما جشب.
كان والله كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه ويبتدئنا إذا أتيناه (يدنينا إذا أتيناه)، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منّا لا نكلّمه هيبة له، ولا نبتدئه عظمة، إنْ تبسّم فعن مثل اللّؤلؤ المنظوم، يعظِّم أهل الدّين، ويحب المساكين، لا يطمع القويّ في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله (عن عدله)، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى اللّيل سدوله، وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه (وهو قائم في محرابه) قابضًا على لحيته يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، وكأنّي أسمعه وهو يقول: يا دنيا (يا دنيا) إليك عنّي أَبِي تعرّضتِ؟ أم إليّ تشوّقت؟ لا حان حينك هيهات هيهات غرِّي غيري، لا حاجة لي فيك قد باينتك (أبنتك) ثلاثًا لا رجعة لي فيك (قد طلقتك ثلاثًا لا رجعة فيها)، فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك كثير (كبير)، آه من قلّة الزّاد، وطول الطريق، وبُعد السفر، ووحشة الطريق.
قال: فذرفت دموع معاوية على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمّه، وقد اختنق القوم بالبكاء، فقال معاوية: رحم الله أبا الحسن! كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذُبح ولدها في حجرها، فلا ترقى عبرتها، ولا يسكن حزنها).
* تحليل (بعيد المدى) لقد وصف ضرار الإمام (عليه السلام) بعدّة صفات منها: أنّه (بعيد المدى)
أ- فما المراد من (بعيد المدى)؟
المَدَى: الغاية.
والمدى والغاية والأمد بمعنى واحد، إذ جاء في (القاموس المحيط) في معنى الأَمَدُ: (الأَمَدُ محرّكةً: الغايَةُ، والمُنْتَهى).
وفي (لسان العرب): (الأَمَدُ: الغاية كالمَدَى؛ يقال: ما أَمدُك؟ أَي منتهى عمرك...، وفي التنزيل العزيز: (وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ)، قال شمر: الأَمَدُ منتهى الأَجل).
وبالتالي أستطيع أنْ أقول بأنّ المراد بـ(المدى) هي غايةُ ونهايةُ الشيء، وإذا كان الإمام (بعيدَ المدى) أي أنّه بعيد الغاية، والبعيد عكس القريب، فهو حينئذ ينظر إلى أبعد غاية، وأقصى نهاية للأمور، فهو ينظر إلى عاقبتها، بل أبعدَ عاقبة للأمور. وكأنّه يقول: إنّ الإمام (عليه السلام) لم يكن يتعاملُ مع الأحداث بنظرة آنية مقطوعة عن ما يترتّب على هذه الأحداث من آثارٍ ونتائجَ مستقبليّة، فهو (بعيد المدى).
ب- أهميةُ النّظرِ في العواقب و(بُعد النّظر) من المعلوم الذي لا لبس فيه ولا شك أنّ لكلّ حدث وواقعة أثرًا ونتيجة مستقبليّة.
وما الأحداثُ الجاريةُ في زمن معيّن إلا مقدّمات إلى نتائج، وعواقب مستقبليّة.
فإنّ الأمور مرتبطة بعضها ببعض، فإذا نظر الإنسان إلى الشيء مجردًا عن ظروفه، وملابساته، وأقدم على فعله، فاحتمال أنْ تكون العاقبةُ عاقبةً سيِّئةً هي احتمال كبير، بخلاف عكس ذلك.
فإذًا لا يمكن قطع ما يجرى في الحاضر، وما يحيطه من ظروف وملابسات عمّا سيحصل، وما سيترتّب في المستقبل من آثار ونتائجَ له.
فإذا كان الأمر كذلك فأهمية (بُعد النظر) يمكن تلخيصها في نقطتين:
الأولى: يُعدُّ (بُعد النّظر) أحد القواعد الأساسيّة لنجاح الإنسان في حياته المستقبليّة سياسيةً كانت أو اجتماعيّة، أو اقتصاديّة، أو غيرها، وإحدى الميزات للقائد وللمسؤول الناجح حيث يمكنه الإعداد الصحيح للمستقبل ممّا يجنبه الوقوع في الأخطاء، أو مفاجآت الأحداث غيرِ المحتسب لها.
الثانية: يمكنه بناءُ الحاضر والتّعامل معه تعاملاً صحيحًا مبنيًّا على الرّؤية الواضحة للمستقبل.
وخذ مثلاً: التاجر قد يرى السوق رائجة ومربحة، فيشجعه ذلك كي يشتري بضائع كثيرة بأموال طائلة قد يقترضها، ظنًّا منه بأنّه بعد أيام سيربح الرّبح الكثير.
و تاجر آخر يرى ما يراه التّاجر الأول إلا أنّه لا يقدم على ما أقدم عليه الأول من الشراء، وذلك لأنّه أخذ بالنّظر احتمال رخص البضاعة مستقبلاً، لأسباب عديدة
منها: انتهاء كارثة حاقت بالبلاد – مثلاً -، أو ورودِ بضائع مماثلة أقلُّ سعرًا، أو قلّةِ رغبة النّاس في هذه البضاعة بعد زمان لانتهاء فصلها المرغوبة فيه، أو ما أشبه ذلك، فيخسر الأول، وينجو الثاني لبعد نظره.
مَنْ يدركُ عواقبَ الأمور؟
وكيف يكون لدى الإنسان بُعدُ نظرٍ؟
إنّ إدراكَ أبعدِ عاقبةٍ ونهايةٍ للأمور لا يتسنّى لكلّ أحد، فمن يكون لديه (بُعدَ النّظر) إذًا؟
وكيف يحصل عليه؟
إنّما يدرك نهاية الأمور وعواقبها الذّكيّ الفَطِن راجح العقل، صاحب الخبرة بالحياة، ماضيها وحاضرها، ومَنْ سبرها سبرًا، العليمُ بمجاري الأمور والمتابعُ لها ولمتغيراتها، وما يجري من حوله من أمور، والرّاصد للتّحولات التي تحدث في مختلف المجتمعات الإنسانيّة.
فحتى نكون كذلك فلا بدّ من العلم والمعرفة والدّراسة الجديّة للماضي وللحاضر بملابساتهما، وظروفهما، وفهمهما فهما جيّدًا.
بالإضافة إلى ما يهبه الله سبحانه وتعالى للإنسان من فطنة، وعقل، وحدس.
نرجع إلى أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)، واذكر قضيّتين فيهما (بعد نظر) له (عليه السلام): الأولى: مسألة الخلافة عندما غُصبتْ منه (عليه السلام)
ماذا فعل (عليه السلام)، فهل شنّ حربًا، واحرق الأخضر واليابس وقال: (إمّا أنْ أحصل على الخلافة وإلا...)؟!
أم أنّه قال حين آل الأمر لعثمان: «لقد علمتم أنّي أحقّ النّاس بها من غيري، والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا عليّ خاصة»، وذلك لأنّ الإمام (عليه السلام) رأى من المصلحة العامّة للمسلمين والإسلام ذلك بعد دراسة للواقع ونظرٍ في العواقب، إذ في ظلّ تهديدات الرّوم والفرس والمجوس بعد وفاة الرّسول (صلّى الله عليه وآله) بالهجوم على البلاد الإسلاميّة رأى ألاّ يختلف مع الغاصبين، ويتحمّل الألم النّفسيّ، والظلم على أنْ لا يكون الضحيّة هو الإسلام والمسلمين، بل تعاون مع كلّ الخلفاء، وأسدى لهم النّصح والمشورة، حتى قال عمر بن الخطاب: (لولا عليّ لهلك عمر)!
القضية الثانية: بعض غصب فاطمة حقّها من الإرث
فعندما رجعت فاطمة الزّهراء (عليها السلام) من المسجد بعد غصب حقّها، ووقفت أمام زوجها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) شاكية، وهي
تقول: (يا بن أبي طالب اشتملت شملة الجنين، وقعدت حجرة الظّنين، نقضتَ قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل، هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نحلة أبي، وبُلغة ابنيَّ، لقد أجهر في خصامي، وألفيته الألدَّ في كلامي حتى حبستني قيلةُ نصرها، والمهاجرة وصلها، وغضّت الجماعة دوني طرفها، فلا دافع ولا مانع، خرجتُ كاظمة وعدتُ راغمة، أضرعتَ خدَّك يوم أَضعت حدَّك، افترست الذئاب، وافترشت التراب، ما كففت قائلاً، ولا أغنيت باطلاً ، ولا خيار لي، ليتني متُّ قبل هِينَتي ودون ذلّتي، عذيري الله منك عاديًا ومنك حاميًا، ويلاي في كلّ شارق مات العمد، ووهن العَضد شكواي إلى أبي، وعدواي إلى ربّي، اللّهمّ أنت أشدّ قوةً وحولاً، وأَحَدُّ بأسًا وتنكيلاً).
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا ويل عليكِ، الويل لشانئكِ، نهنهي عن وجدك يا بنت الصفوة وبقية النبّوة، فما ونَيتُ عن ديني، ولا أخطأت مقدوري، فإنْ كنت تريدين البُلغة فرزقكِ مضمون، وكفيلكِ مأمون، وما أُعدّ لكِ خير ممّا قطع عنكِ، فاحتسبي الله »، فقالت (عليها السلام): «حسبي الله»، وسكتت.
ما الذي أمسك الإمام (عليه السلام) من قتال القوم، واسترجاع حقّ سيّدتنا فاطمة (عليها السلام) أخوف من الموت؟ وهو القائل: (والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت عنها)، ويقول: (أنى والله لو لقيتهم واحدًا وهم مطلاع الأرض كلّها ما باليت، ولا استوحشت).
إذًا ما الأمر؟
إنّها النّظرة الثاقبة من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذي أوصى الإمام (عليه السلام) بالصبر، ومن الإمام (عليه السلام) حيث يعلم بأنّ القتال والحرب يعني ضعف الدّولة الإسلاميّة، بل سحقها.
وقال العالم الجليل والشاعر الكبير السيد باقر بن السيد محمد الهندي: لست تدري لم أحرقوا الباب بالنّار أرادوا إطفاء ذاك الــنور
لست تدري ما صدر فاطم ما المسمار ما حال ضلعها المكسور
ما سقوط الجنين ما حـمرة العـين وما بال قرطها المــنثور
دخلـوا الدار وهـي حسرى بمرأى من عليّ ذاك الأبَيّ الغيور
واستداروا بغيًا عـلى أسد الله فــأضحى يـقاد قــود البعير
والبتول الزّهراء فــي إثــرهم تعثر في ذيل بردها المجرور
بأنيـن أورى القـلوب ضرامـًا وحنـين أذاب صـمّ الـصخور
ودعـتهم: خلـّوا ابن عـمي عليًّا أو لأشكو إلى السميع الـبصير
ما رعـوها بــل روعــوها ومــروا بعليّ ملـببًا كـالأسير
إلى أنْ قال: وعليّ يرى ويسمع والسيف رهيف والباع غير قصير
قيّدته وصيّة من أخيه حمّلته ما ليس بالمقدور أفصبرا
يا صاحب الأمر والخطبُ جليلُ يذيبُ قلــبَ الصبور
رحمك الله يا أبا الحسن، لقد كنت كما قال ضرار (بعيد المدى)، فحفظت الدّين، ودماء المسلمين، فسلام عليك يوم ولدت، ويوم متّ، ويوم تبعث حيًّا.
والحمد لله ربّ العالمين.
تقبلو تحياتي
اختكم مريام
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده