التقدم الايراني والركود العربي ... دروس وعبر أحمد القاعود 3/15/2010 |
لا ادري كيف تشدني ايران كل يوم الى الفخر بها والاعتزاز بوجودها في منطقتنا الشرق اوسطية، تناديني ايران يوميا للوقوف امامها للنظر اليها نظرة احترام واجلال، وكأني احسدها على ما اصبحت فيه واتمنى لنا كعرب ان نصل الى ما وصلت اليه وان نسير في دربها، كل يوم اكتشف ان هذه الدولة المحاصرة من قبل اعتى القوى الدولية تزداد قوة، وتتقدم خطوة للامام بينما نتقهقر نحن الى الخلف، رغم ان اننا حلفاء القوى الضاربة ومنفذي سياساتها، ومع انني ارفض ان يكون لايران اي دور في نشر المذهب الشيعي او استخدامه في المنطقة كوسيلة للتدخل في شؤون جيرانها، الا ان الاعجاب بها كدولة مسلمة يتنامى بقوتها يوميا واصبح نموذجا اضعه امام عيني ليلا نهارا، فلسان حالي يقول 'مازلنا موجودين' طبعا نحن المسلمين، وليس العرب فكم توقفت امام خبر تتناقله وكالات الانباء عن تصنيع طائرة ايرانية بدون طيار، وانتاج اخرى مقاتلة، او اشاهد على محطات التلفزة الاحتفال بتدشين مدمرة بحرية انتجت بالكامل في ايران ويتم على الفور ضمها الى صفوف القوات البحرية للجمهورية الاسلامية، اسمع في مرة ان ايران اطلقت قمرا اصطناعيا محلي الصنع، وسمعت مرة اخرى انها انتجت صاروخا عابر للقارات، وبخلاف قيامها ببناء مفاعلات نووية عدة وبدئها منذ فترة في تخصيب اليورانيوم، اسأل نفسي كيف هذا، كيف يحدث كل هذا في ظل الظروف الدولية الضاغطة عليها، والتوجهات المضادة لها في المنطقة، وفي العالم خاصة الغربي وعندما اسأل نفسي من يطرح هذا السؤال فلا ادري ، اهو عقلي ام قلبي. اين نحن؟ ووقتها وبينما انا في نشوة الفخر والاعتزاز بايران باعتبارها قوة اسلامية، ينتابني شعور بالأسى والاحباط، بالعرب، مالذي يجري لنا؟ لا استطيع الجزم باجابة واحدة، اهو الفساد الناهش في وطننا، اهو التكلس الفظ للسلطة في دولنا، اهو خضوعنا التام والمهين لسيدة العالم امريكا وابنتها المدللة اسرائيل، ماذا يجري؟ وبينما اتساءل هذه الاسئلة اجد نفسي اقارن بين الموقفين العربي والايراني، انظر اليهما في السياسة والاقتصاد والديبلوماسية، فاذا كانت ايران وهي دولة اصبحت اشبه ما يكون بالشغل الشاغل للعالم تعاني كل هذه الضغوط والتهديدات، كيف يقوم مسؤولوها بزيارة الدول شرقا وغربا ويلتقون بمسؤوليها، ترى الرئيس محمود احمدي نجاد مرة في افريقيا واخرى في آسيا وثالثة في امريكا الجنوبية، وكانه يشاكس عدوه اللدود الولايات المتحدة الامريكية ويظهر لها ان ايران دولة ذات سيادة لها علاقات دولية ولا تستطيع الكثير، ان لم يكن معظم دول العالم ان تقطع علاقتها بها من اجل عيون امريكا، عنده اتعجب اذن، لماذ نتواصل نحن العرب مع دول معظمها ذات توجه واحد ارضاء لامريكا، لماذا نقطع علاقاتنا بدول تغضب عليها امريكا، واتذكر كيف يغيب الحكام العرب عن القمم التي تعقد لتوطيد علاقات دولهم بدول اخرى، الم يحدث ذلك في القمة العربية اللاتينية، التي جمعت الدول العربية والجنوب امريكية، كم رئيس او ملك حضر وقتها، وكأن الامر لا يعنيهم، هل هذه السياسة التي يمارسونها، وهل هذه العلاقات الدولية التي يعرفونها، لكن سريعا ما يزول العجب فاذا كانت القمم العربية نفسها لايهتمون بها، وايضا القمم الاسلامية، ولا يحترمون قراراتها او ينفذونها، فهل سيهتمون بالعلاقات مع امريكا اللاتينية او افريقيا او آسيا، وفي المقابل اجد ان الرئيس الايراني وايضا المسؤولين بدولته، يتواجدون في المحافل الدولية يحضرون الندوات والمؤتمرات، لا تأخذهم العزة بالاثم ويعتقدون ان بمقاطعتهم حدث ما انما يمارسون سيادة او نوعا من القوة، كما نفعل نحن وانما يذهبون حتى في الدول التي تضغط عليهم يلتقون ويتحاورون، ويعرضون وجهة نظرهم في عقر دار اعدائهم، انها السياسة... وكم كان مشهد القاء الرئيس الايراني كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك رائعا عندما بدأ الديبلوماســيون الغربيون في الانسحاب اثناء القائه لها، الم يوحي هذا المشهد بالقوة، الم يستشف كثير من المراقبين مدى تحيز الغرب ورفضه للاراء ووجهات النظر المختلفة، الم يعلن نجاد اراءه في عقر دار اعدائه، لكن ماذا تفعل الدول العربية التي قد تختلف يوما مع دولة ما، لانسمع منها الا الكلمات والخطب العصماء ويروح المزايدون يطالبون بالقطيعة وكذا وكذا وغلق قنوات الحوار، ثم ينتهي الامر بمأساة. واذا كان الحديث قد دخل الى هذا السياق، فان الصورة الرائعة التي جمعت الرئيسين الايرانـي والسوري والامـين العام لحزب الله لا زالت ماثلة في الذهن، لقد كان اجتـــماعا مطمئنا، نوعا ما، لنا نحن كشعوب عربية وليس كحكام عرب، فكيف تتحدى هذه الـــدول والمنظمات (عقدت ايران فيما بعد مؤتمر للمقـــاومين الفلسطينيين في طهران) الضغوط المفروضة عليها، كيف استطاعت ايران ان تقوي من الموقف السوري تجاه امريكا رغم بوادر الانفتاح من قبل واشنـــطن تجاه دمشق، لماذا اجتمع زعيم حزب تراه كثير من الدول منظـمة ارهابـية برئيسي دولتين كبيرتين في المنطقة دون الـتزام بقـواعد او برتوكول، كان المشهد وكانه اجتماع قمة، او مجلس حرب يحضر لمواجهة قادمة، كان مشهدا رائعا..! الم يكن اكثر روعة لو وجدنا فيه الرئيس المصري حسني مبارك، والملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والاردني عبدالله بن الحسين والفلسطيني محمود عباس، كيف كانت ستشعر اسرائيل وقتها، وقد اجتمع قادة الدول المحيطة بها جغرافيا، كيف كان شعورها وقد اجتمعت ايران وحزب الله مع جيرانها، لكن المشهد لم يكتمل ويبدو انه لن يكتمل. ' صحافي مصري |
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده