لما بلغ معاوية موت الحسن بن علي (عليه السلام)، سجد معاوية وسجد من حوله شكراً، فدخل عليه ابن عباس فقال له: يا ابن عباس أمات أبو محمد؟ قال: نعم، وبلغني سجودك، والله يا ابن آكلة الكبود لا يسدن حسدك إياه حفرتك، ولا يزيد انقضاء أجله في عمرك.
لقد كانت حياة الإمام الحسن (عليه السلام) أمراً محرجاً بالنسبة لمعاوية، بل كان معاوية يعتبر الإمام الحسن شيئاً يعكر لذة الحكم والسلطنة على رقاب الناس، لهذا ما أخفى معاوية شعوره بالفرح بعد قتله للإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).
لقد جاهر معاوية بالفرح الذي أخفاه وآل أمية عند سماعه مقتل عثمان ابن عفان، فمقتل عثمان كان يمثل لمعاوية (فرصة) يطالب بها بدمه وكيف يكون الطريق للثأر من بني هاشم غير دم عثمان؟
أكان طريق الثأر لعثمان أن يمتنع معاوية عن البيعة ويتمرد على الدولة في تلك الظروف المزلزلة التي لا تتطلب شيئاً كما تتطلب رأب الصدع وجمع الكلمة.
أكانت آية ولائه وحبه لعثمان أن يجعل من " قميصه " المضمخ بدمه رايةً يبعث تحتهـا كل غرائز الجاهلية، ويدير تحتها أتعس حرب أهلية تزلزل الإسلام وتفني المسلمين.
لم يكن الهدف الثأر لعثمان، وإنما كان هدفه أن يثير استفزازاً في العالم الإسلامي المتوتر، ويخرج من وراء ذلك بما يريد من الظفر بالسلطة المأمولة.
لقد أستثمر معاوية مقتل عثمان في سبيل تأسيس ملكه العضود.
استثمار الأموات... دروس أموية ورثها التجار بالدين:
هلك معاوية وقد خلف درسا مهما في (استثمار الأموات) ليتحول ذلك الدرس إلى سياسة يعمل بها كل من يريد الوصول للشهرة ورفع الرصيد الجماهيري وذلك عن طريق التجارة بسمعة وشهرة الأموات لأجل شهرته ورفع رصيده الجماهيري والترويج لفكره التشكيكي المضلل.
فنجد (المستثمر بالأموات) يستبدل نداء التهليل والتكبير على الميت إلى بوق للترويج إلى عبادة الطاغوت، ويستبدل أصوات البكاء على الميت إلى موسيقى وطنية تدعو إلى مجد وحياة الطاغوت.
فعند فقد أي عالم تجد (المستثمر بالأموات) حاضراً لتأبينه، وينسى أتباع أو محبي ذلك الفقيد الذي حمل على عاتقيه إصلاح المجتمع وربطهم بحب محمد وآل محمد، وتخليصهم من عبادة الأصنام والطاغوت إلى عبادة الله، تجد من يدعي حبه في حياته قد جرتهم العاطفة فغيبت عقولهم، فمجرد أن ينعى (المستثمر بالأموات) فقيد العلم والتقوى، حتى يحجب البيان عقول أتباع الفقيد فيجعلوا (المستثمر بالأموات) ممثلاً لفقيدهم المتوفى ليخسف نوره، ويحور صورته الملائكية إلى صورة شيطانية، فيغيب دعوى الفقيد بدعواه، ويجعل صورة التأبين مجرد خربشات خالية من حقيقة الهدف ومشوه لفكر الفقيد.
فتجد (المستثمر بالأموات) يسجد لله شاكراً سراً عند فقد كل عالم رباني، وكل مفكر حر ورسالي، لأنه يعلم أنه سيجد الكثير من الجهال اللذين سيقدمونه ليخلف العلم والفكر والحرية ويستبدلها بالجهل والتخلف وعبادة الطاغوت.
وسيتحمل المجتمع (أيا كان ذاك المجتمع) عقبات إتباعه هؤلاء التجار اللذين يتشكلون بألوان متعددة ويبرزون في الساحة بصور شتى لينخروا في العقائد ويدلسوا ويشككوا في الدين لحساب الطاغوت وأعوان الطاغوت.
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده