يعسوب النحل ويعسوب الدين
بعد ان تعرضنا إلى دراسة ما ظهر من صفات النحل بشكل عام ومقارنتها بصفات المؤمنين بقي علينا ان ندرس صفات يعسوب النحل ومقارنتها بصفات يعسوب الدين في زماننا هذا المتمثل بالإمام المهدي (عليه السلام) وقبل ان ندرس هذا الموضوع لا بد من هذه المقدمة البسيطة لكي يكون المعنى واضع لديكم .
هنالك اسلوب معروف في القران وفي الروايات وهو إطلاق أسماء أو ألقاب بعض المخلوقات على الانسان لأجل نقل صورة عن بعض الصفات من هذا المخلوق إلى المعنى الآخر المنقول له وحتى في الأمثال التي ضربها القران يكون ذلك واضحاً.
ومن هذه الاستعمالات إطلاق لفظ الأسد على أمير المومنين (عليه السلام) وقطعاً لا يراد منه نقل كل صفات الاسد إلى الإمام علي (عليه السلام) بل بعضها لان الأسد حيوان مفترس وفيه صفات أخرى لا تليق ولا تصح على الإمام (عليه السلام) .
ومثل هذا الإستعمال أيضاً يطلق لفظ يعسوب الدين على النبي وباقي الأئمة (عليهم السلام) وهذا وارد في الروايات وممن ورد فيه إطلاق هذا الإسم على الامام المهدي (عليه السلام) فكثيراً ما أطلق عليه بانه يعسوب الدين ولمعرفة سبب إطلاقهم هذا الإسم عليه نقدم بحثاً بسيطاً عن أصل اللفظ ونترك لكم ربط المعاني للوصول إلى النتيجة.
يعسوب الدين ماخوذة أصلاً من يعسوب النحل . ويعسوب النحل فيه مجموعة من الصفات تنطبق على الإمام وصفات أخرى لا تنطبق كما ذكرنا في اسم الأسد .
ان كل خلية تحتوي على يعسوب واحد ولا يمكن ان يكون أكثر من واحد وفي حال وجود يعسوبين يترك القديم المملكة له وياخذ مجموعة من النحل ويرحل إلى مكان آخر ليبني خلية جديدة .
ولليعسوب صفات تختلف عن باقي النحل في الخلية منها
1- اليعسوب أكبر حجماً وأقوى بدناً من باقي النحل فكل النحل يلسع مرة واحدة ويموت بعدها بخلاف اليعسوب فانه لا يموت بعد اللسع .
2- اليعسوب أطول عمراً بكثيرعن باقي النحل لان معدل أعمار النحل يصل إلى ثلاثة أشهر، في حين يصل عمر اليعسوب ست سنوات وهذا فارق كبير جداً.
3- لليعسوب قدرات عقلية هائلة تجعله قادراً على القيادة وتسيير شؤون المملكة بدقة عالية ودون أخطاء ، وهذا لا يوجد عند باقي النحل ، فاليعسوب يقوم ابتداءاً بتحديد أجناس المواليد الجدد واعدادهم من خلال إشرافه وتوجيهه لعملية الغذاء ، فإذا أراد ان ينتج يعسوباً جديداً يأمر بان تغذا الشرنقة (12 ) يوماً بالغذاء الملكي وباقي الأيام غذاء عادي وإذا أراد نحلات عاملات يأمر بتغذيتهن (5) أيام غذاء ملكي والباقي غذاء عادي والذكور غذاءهم (3) أيام غذاء ملكي والباقي غذاء عادي عادي ، وأيضاً يشرف على عملية انتاج العسل وتوزيعه وتخزينه ومما يميز قدراتهم القيادية انه في حال تعرض المملكة لخطر خارجي مثل بعض الطيور التي تعيش على النحل تقف فوق الخلية فتصطاد كل نحلة تخرج وهنا يصدر اليعسوب أوامره بالسكون والاقتيات على المخزون وعدم الخروج حتى يزول الخطر، وغير ذلك مما لا يسعنا ذكره هنا.
نقطة تحول
في حال غياب اليعسوب لسببٍ ما ، تقوم النحلات بايجاد حلول بديلة مثل ان يتصدى أحد أفراد الخلية للزعامة ليكون يعسوباً بديلاً وهذا البديل يسمى في عرف النحالين باليعسوب الكاذب أو الملكة الكاذبة فيكوّن هذا الأخير حاشية خاصة به تجلب له الغذاء الملكي وتأخذ عنه التوجيهات (الفتاوى) .
ونتيجة أكله الغذاء الملكي يظهر عليه الانتفاخ لانه أساساً غير مخلوق لتناول هذا الغذاء وبهذه الكميات ثم انه لا يستطيع ان يدير المملكة بنفس كفاءة اليعسوب الحقيقي فتظهر عنده الكثير من الأخطاء مما يستدعي ان يتصدى يعسوب كاذب آخر للزعامة ، وأيضاً تكون له حاشية تنقل له الغذاء الملكي وتأخذ منه التوجيهات وهكذا يزداد عدد القادة أو اليعاسيب الكاذبة حتى يصل إلى أكثر من عشرة وأحياناً يصل إلى (70) يعسوباً كاذباً كلاً له حاشية واتباع .
وان هؤلاء الأتباع يأخذون من الغذاء الملكي أثناء نقله ، مما يظهر عليهم الانتفاخ والترهل والترف ، ولو استمر الحال على هذا المنوال فانه يعني انتهاء هذه المملكة خلال فترة قصيرة جداً.
وهنا لابد من تدخل يد خارجية غيبية ان صح التعبير وهي هنا يد النحال (مربي النحل) لانقاذ هذه المملكة وطبعاً يقابله تدخل يد القدرة الالهية عند البشر لانقاذهم بادخال اليعسوب الحقيقي وهو الإمام (عليه السلام).
أما عند النحل فيقوم النحال بإدخال اليعسوب تدريجياً ومحجوباً عن النحل لانه ان أدخله مباشرةً فانهم ينفرون منه لانهم غريبون عنه ، ثم يجتمعون على قتله وهو وان كان أقوى منهم إلا ان أعدادهم الهائلة التي تصل إلى عشرات الالف أو أكثر، اقوى منه .
فيقوم المربي بوضعه في وعاء شفاف يمكنه ان يرسل راحته من خلاله ولا يمكنهم الوصول إليه لقتله وبالتالي تصلهم التوجيهات والأوامر وما ان يبدأ ببث رائحته تبدأ النحلات المستضعفة بالإرتباط به وتطبيق توجيهاته ونقلها إلى باقي النحل للتعرف عليه وانه اليعسوب الحقيقي من خلال رائحته فيزداد انصاره واعوانه باستثناء من أكل من الغذاء الملكي واعتاد على حياة الترف ، والقيادة فانه يرفض ان يسلم الامانة إلى أهلها ، ونتيجة اكله حقوق غيره عميت بصيرته أو حاسته فهو لا يميز رائحة اليعسوب الحقيقي من الكاذب لذا وبعد ان تقوى شوكة اليعسوب الحقيقي بكثرة انصاره يقوم بأهم خطوة والتي ينتظرها المربي ليطمئن على المملكة وهذه الخطوة هي قتل كل اليعاسيب الكاذبة الجالسة في غير مكانها هم وحاشيتهم وإلقاء جثثهم خارج المملكة فإذا شاهدها المربي اطمان على هذه المملكة لان هذه الجثث مميزة بالانتفاخ وغلظ الرقبة.
وهنا نترك لكم الربط بين المعاني والوصول الى النتيجة سائلاً الله جل وعلى ان يخلصنا من العصبية وسوء الظن وأكل أموال اليتامى والمساكين، وان يطهر قلوبنا لتصبح محلاً قابلاً لاستقبال الفيوضات الربانية
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده