كربلاء.. رسالة فـكـــرٍ وحُــــريّة
لو كان الامام الحسين (عليه السلام) يريد السلطة كانت إرادة الغيب تسيّرها له، ولكانت تفتح له اليد الإلهية شتى الطرق ليتمكن من قلب الطاولة على الجيش الأموي بقياداته الكوفية والشامية، فالذي أنزل رزقه على أم عيسى (عليها السلام) وهي في محرابها قادر على تغيير المعادلات كلها وتحويل الرياح لصالح معسكر الحسين (عليه السلام) باعتباره سبط النبي وطالبا للاصلاح في أمة جدّه ومنهج العدل في النظام.. نعم، كان ذلك ممكناً بلا شك.. ولكن هل هو المطلوب في فقرات الرسالة الحسينية؟
سار الحسين (عليه السلام) من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، ومنها انطلق إلى كربلاء قائداً لروح جديدة لم تكن مألوفة حينذاك، فبالرغم من علمه بالوجهة الحتمية وأنه (عليه السلام) مقتول، ونساؤه إلى السبي مأخوذات إلا أنه تمسك بخياره المكتوب في مشيئة الله، فكان حتى آخر ليلة من ليالي الوصال الى الملكوت الأعلى يثني على وقوف أهل بيته وأصحابه معه ويعطيهم حرية القرار قائلاً: «اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي، ولا أصحاباً هم خير من أصحابي، وقد نزل بي ما قد ترون، وأنتم في حل من بيعتي، ليست لي في أعناقكم بيعة، ولا لي عليكم ذمة، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وتفرقوا في سواده، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري».
لم يكن للفرض والجبر محلاً في قاموس الحسين (عليه السلام)، فهو معلم الإنسانية ومجسد لمعنى الحرية في الاختيار واتخاذ القرار، وهذا من الأسباب الرئيسية التي بعثت الوجود على تخليده عبر العصور.
نعم، بالرغم من أنه (عليه السلام) كان إمام الحق المطلق، وبالرغم من أنه المؤيد من السماء، وبالرغم من أنه حجة الله في خلقه، إلا أن كل ذلك لم يحرّك فيه خطوة نحو الديكتاتورية وإملاء الإرادة على الآخرين أو تطويع توجهاتهم لما يريد؛ لوضوح مخالفة مثل ذلك لأبجديات الأخلاق السماوية الرافعة دائماً لقدر الإنسان ومكانته بين الخلق، كيف لا وهو المدرك المجسد لعظمة الله تعالى التي سجدت لها الملائكة بأمر ربها؟!
سار الحسين (عليه السلام) كأبيه وأمه وأخيه والتسعة من بنيه على سيرة جده الأكرم (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) في احترام العقول والتحذير من التسلط عليه بأي شكل من الأشكال، وهذا ما يأمر به القرآن الكريم في غير مكان، فقد قال تعالى: «لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ»، وقال سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً»، وقال جلَّ شأنه: «فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ» وقال: «لا إكْراهَ في الدينِ قد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيّ».
إنه تأسيس قرآني وإظهار محمدي وترسيخ حسيني لابد من إجرائه في سلوكياتنا لعلنا نبلغ ما تريده لنا كربلاء..
منقووول
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده