صعدت إلى الأتوبيس المكيف رقم 357، وقررت أن أخرج هاتفي المحمول من حقيبتي فوضعت يدي في الجيب المخصص للهاتف فلم أجده، وكعادة كل المصريين الذين تسرق هواتفهم حاولت مرارا وتكرارا الاتصال؛ غير أن السارق أغلق الهاتف الذي كان يحمل رسائل وأرقام مصادر هامة للغاية...
ما يعني أنني سأبدأ من الغد من حيث نقطة الصفر في التواصل والتشبيك مع المصادر!!
لم أنم ليلتي من الحزن على الرسائل والأرقام الهامة، وفي الصباح توجهت إلى الجريدة التي أعمل بها ونصحني الزملاء الصحفيين أن أقدم بلاغا في قسم الشرطة عن سرقة هاتفي، وأكدوا لي أن القضاء "الشامخ طويل الذراع" في مصر سيعيد لي الهاتف بما فيه من رسائل وأرقام هامة.
وكعادتي كل يوم انتهيت من عملي وذهبت إلى النقابة في وسط القاهرة، وبطبيعة الحال أخبرت كل من صادفته بما حدث لي ليلة أمس غير أن واحدا من موظفي أمن النقابة نصحني ألا أذهب إلى النيابة، وألا أتعب نفسي.. لماذا؟
لأن القضاء رفع يده عن رد هواتف المصريين المسروقة!!
لم أصدقه وفي المساء ذهبت إلى القسم وحررت محضرا بالسرقة وطلب مني أمين الشرطة ـ مواسيا ـ أن آتي في الصباح لأقدم طلب تعقب الهاتف من رئيس النيابة، وبكل حماس ذهبت إلى منزلي بالهرم واتصلت بعائلتي في محافظة بني سويف ـ 120 كم جنوب القاهرة ـ وطلبت منهم أن يملوا لي الرقم المسلسل "Serial Number" المكتوب على علبة الهاتف، وأذكر أن خالي كان في زيارة لبيت عائلتي وهو الذي تولى عملية إملائي الرقم.
وبالفعل أعددت العدة بليلٍ!!
ومع أول ضوء للنهار ارتديت ملابسي وعقدت العزم على أن أقف أمام مكتب رئيس نيابة الأزبكية لأطلب تعقب الهاتف، وهنا تحديدا ـ وليس في أي وقت آخر ـ بدأت حكايتي مع القضاة.
دخلت إلى مجمع نيابات الأزبكية فإذا به شديد القذارة والاتساخ والعشوائية، ولا تكاد تعرف الموظفين من المواطنين العاديين ولا تكاد تميز عمال البوفيه عن خدم "البكوات" الذين يجلسون في مكاتبهم المكيفة.
سألت عن مكتب السيد رئيس النيابة وأرشدني الناس إليه فوجدت شابا مجندا يقف عند الباب ـ فهمت بعد ذلك أنه ليس أكثر من مجرد خادم يوصل الطلبات للمنزل ويعمل "مرمطونا" عند السيدة زوجته ـ وطلبت منه أن يأخذ الإذن لمقابلة الريس، كما اعتادوا أن ينادوه.
دخل الشاب وعاد بعد أقل من نصف دقيقة وطلب مني الـ "Business Card" الكارت الشخصي وأخبرني أن "الباشا" يريد أن يتعرف عليَّ قبل أن أدخل إليه.. أعطيته الكارت وبعد ثوان معدودات خرج ومعه إذن الدخول.
دخلت إلى "الباشا" وقد هالني الديكور والـ "هيلمان" المبالغ فيه ولاحظت للوهلة الأولى الفجوة السحيقة بين المكتب من الداخل وباقي مكاتب المحكمة التي تجولت فيها قبل أن أدخل إلى "سيادته".
رحب بي "الباشا" ترحيبا شديدا وعاملني بكل ود ولطف مع تحفظ اعتاد القضاة في مصر عليه جيلا من بعد جيل.
وقبل أن يسمعني رن جرس مكتبه فجاءه الشاب المجند وقال له: "شوف محمد بيه ياخد إيه؟". أخبرته أنني لا أريد شيئا ولا أحب أن أثقل على سيادته وأريد أن أنهي مظلمتي سريعا حتى أترك سيادته ليتفرغ لحاجات الناس!!
بعد إصرار من الرجل طلبت فنجانا من القهوة وحكيت له حكاية الهاتف المسروق وبكل لطف ومودة ـ كنت أقابله للمرة الأولى وذهبت له دون وصاية من أحد ـ تبادل معي الحديث عن أصوله وأصول عائلته وحال البلد وحالة الاستقطاب السياسي وأكد لي أن القضاة ينأون بأنفسهم بعيدا عن العمل السياسي.
فجأة رن هاتف مكتبه ورفع السماعة وبدأ وجهه في التغير، وسريعا أغلق الخط، وبكل عنف رن جرس مكتبه، فدخل المجند، وطلب منه ما لم يخطر لي على بال.
باقي التفاصيل في الحلقة المقبلة بإذن الله.
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده