منتظر الشيخ أحمد - 31 / 7 / 2009م - 8:32 م
الإصلاح كلمة جميلة تستهوي القلوب وتتطلع إليها النفوس وهي تدعو الناس إلى تحقيقها والعيش في ظلها ولكن تطبيقها على الواقع العملي بحاجة إلى إرادة وتصميم وعمل دوؤب ومتواصل وجهاد مستمر حتى يدخل الإصلاح في كل بيت ويصلح كل فرد[1] .
على من يريد الإصلاح، سواء أكان دينياً، أم سياسياً أم وطنياً، أن يوطّن نفسه على صنوف الآلام، وأقسام السخرية والاستهزاء، ثم لا يدري بعد هذا وذاك أينجح في حياته أم بعد مماته، ويقدر في إحدى الحالتين، أم لا ينال شيئاً مما يطلب.
فطريق المصلح وعر خشن فرش بالقتاد، وألسنة من يريد إصلاحهم أحرّ من النار، وأفئدتهم تتلظى غضباً عليه، ونقمة منه، فمن كان باذلاً في هذا السبيل مهجته، وموطناً لكل شيء نفسه، فليقدم على ذلك [2] .
ومن هنا أقف قليلا مع أحد المصلحين الخيرين والمجاهدين، وهو سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة الشيخ نمر باقر النمر«دام عزه»، رجل الإصلاح الذي تنطلق دعوته بروح إسلامية، وشجاعة إيمانية، ويستلهم دعوته ببصيرة قرآنية، لأقف مع إحدى خطبه الإصلاحية وهي خطبة «الحرية ركيزة الإصلاح» والتي ألقاها في جامع الإمام الحسين بالعوامية عام 1427هـ.
الحرية.. منطلق الإصلاح
إن دعوة سماحة الشيخ النمر والتي ابتدأت منذ وصوله للبلاد قبل عشر سنوات تتركز في الإصلاح والدعوة له، فالإصلاح في نظر العلامة النمر ليست دورة ظرفية أو حاجة وقتية، بل حركة دائمة مستمرة يحتاج إليها الإنسان والمجتمع والأمة [3] .
إلا أن سماحته يرى أن الإصلاح لا يمكن أن يتحقق إلا على قاعدة الحرية، بل يرى أن أي دعوة للإصلاح بدون الحرية ما هي إلا محاولة "ترقيع" و"نفخ في الهواء"، فسماحته يرى أن "الحرية هي التي تعطي المجال للنهضة والتقدم والبناء"[4] .
الحرية.. قيمة إنسانية لا تنازل عنها
ولعلي لا أجد وصف للحرية أجمل من وصف سماحة الشيخ فاضل الصفار [5] في كتابه"ضد الاستبداد" حيث يصف الحرية قائلا: ليس الحرية من ضرورات الحياة فقط بل هي فطرة شكلت حقيقة وجودنا الإنساني وجوهره... فلا بديل للإنسان عن الحرية ولا غنى عنها..
فهو يحتاجها كما يحتاج إلى الخبز والماء.. ويتعطش إليها كما تتعطش الوردة الضاحكة في فم الرابية إلى الماء والتراب..
ويحوم حولها كما يحوم الفراش المذهب حول المزاهر...ويتلهف إليها كما تتلهف الروابي للمطر.. ويشتاق إليها كما يشتاق العصفور إلى الزهور الباسمة في الربيع، فالإنسان والحرية ولدا معاً ولا يمكن أن تسلب احدهما عن الآخر إذ لو سلبت من الإنسان حريته فقد ذوى ومات كما تذوي الأغصان اللاعبة عندما تحرمها هبات النسيم وعذوبة الماء.
وقد كانت واحدة من الأهداف الكبرى السامية التي بذل من اجلها القمة الخامسة من قمم الكمال البشري الإمام أبو عبدالله الحسين كل ما لديه أن يبذله ويقدمه من أجلها... فكم غالية هي الحرية... وكم هي عزيزة..لكي يفديها فلذة كبد الرسول محمد محرر الإنسانية بمهجته وأطفاله وعياله....
إن الله خلق الإنسان على قاعدة حرية الاختيار، الناتج بطبيعة الحال عن حرية الرأي والنظر في هذا الاتجاه أو ذاك..
والتنازل عن هذا الجانب يعني أن ينزل الإنسان من المستوى العالي الذي وضعه الله فيه، وأكرمه به إلى درجة يتساوى فيها مع سائر المخلوقات التي لم تخلق حرة [6] .
و يعتبر العلامة النمر أن الشريعة الإسلامية أعطت بعداً للحرية لا يتوفر في باقي الأديان، ويعتبر أن مهمة الرسالة الإسلامية جاءت لـتحرير الإنسان من عبوديته وكل القوة الخارجية ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾.
الخلاصة
يعتبر العلامة النمر " الإصلاح وسيلة وآلية لتحقيق الأهداف" ويرفض أي دعوة إصلاح لا تتكئ على الحرية، معتبرا الحرية "الجذر الذي يعالج ويبقى ويثبت في كل شجرة إصلاح".
[2] مقالات «الإصلاح» آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي «قدس سره»
[3] خطبة العلامة النمر بعنوان «الحرية ركيزة الإصلاح» عام 1427هـ
[4] نفس المصدر.
[5] عالم دين، من كربلاء المقدسة وأحد كبار الأساتذة في قم المقدسة ودمشق.
[6] رؤية في قضايا الاستبداد والحرية لسماحة العلامة الشيخ فوزي السيف.
--
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده