يتحدث المرجع السيد صادق الشيرازي (1) عن اللقاء بصاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه فيقول: ذكروا أن جمعاً من طلاب العلوم الدينية حاولوا وبجدّ أن يوفّقوا للتشرّف بلقاء مولانا اﻹمام بقية الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف، فسألوا هذا وذاك عن الطريق إلى ذلك، وعملوا الكثير من اﻷعمال، فلم يوفّقوا. وذات يوم جاءهم خبر أن اﻹمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف سوف يكون موجوداً في صحن اﻹمام الحسين صلوات الله عليه في اليوم الفلاني. فجاءوا إلى كربلاء المقدّسة في ذلك اليوم ولم يكن فيه مناسبة خاصة، ودخلوا الصحن الشريف، وكانت أعداد قليلة من الناس في الصحن الشريف، وبينما هم يبحثون عمّن يجدون فيه سيماء خاص، رأوا شاباً جالساً في جانب من الصحن الشريف وأمامه (بسطة) عرض عليها للبيع مفاتيح بلا أقفال، وأقفال بلا مفاتيح، وأقفال معها مفاتيحها، حيث كان هذا اﻷمر سائداً ذلك الوقت في العراق. فجاء رجل وقال للشاب: عندي قفل ليس له مفتاح، فأرجو أن تشتريه منّي بسعر مناسب ﻷني لدي أيتام وأريد أن أشتري بمبلغه مقداراً من الحنطة والشعير لهم. فبحث الشاب في المفاتيح التي كانت عنده فوجد للقفل مفتاحاً، وقال للرجل: إن قيمة القفل الذي عندك فلس واحد، وقيمة هذا المفتاح الذي عندي أيضاً فلس واحد، وأما قيمة كليهما معاً فهي خمسة فلوس، لذلك سأبيعك المفتاح بالدَين بفلس واحد ثم أشتريهما (أي القفل والمفتاح) منك بخمسة فلوس، وبما أنّي أدنتك فلساً واحداً وهو سعر المفتاح أعطيك أربعة فلوس. فقبل الرجل وتم البيع الشراء. فالرجل قد حصل على أربعة فلوس بدلاً من فلس واحد.
هذا التعامل من ذلك الشاب الكاسب استوقف أولئك الطلاب. وكان شخص جالس عند ذلك الكاسب الشاب فقام وجاء نحوهم وقال لهم: كونوا كهذا الشاب (وأشار إلى ذلك الكاسب الشاب) حتى يزوركم اﻹمام بنفسه، وذهب عنهم. فتساؤلوا بينهم: من كان هذا الشخص؟ فقال أحدهم: لعلّه اﻹمام؟ فركضوا وراءه يبحثون عنه، فلم يجدوه.
وعقّب سماحته: إن ذلك الشاب الذي كان يبيع المفاتيح واﻷقفال هو الشيخ اﻷنصاري، حيث كان في بداية دراسته وكان يقوم بتلك الحرفة عدة ساعات في اليوم ليحصل على ما يستطيع به إمرار معاشه.
وأضاف سماحته: هل رأيتم كاسباً عمل أو يعمل مثل ما عمله اﻷنصاري؟ فأنا شخصياً لم أر مثله. إن الذي فعله الشيخ اﻷنصاري لم يكن واجباً عليه، بل إنه عمل بالفضائل وهو اﻹنصاف، فأنصف الرجل من نفسه. فإنصاف الناس وأمثاله هي من الفضائل التي أولى بنا نحن أهل العلم أن نعمل به.
وأكدّ دام ظله: إن البحث عن السبل الموصلة للتشرّف بلقاء اﻹمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف مهم، والتوفيق للقائه صلوات الله عليه توفيق عظيم، ولكن اﻷهم واﻷفضل واﻷعظم هو البحث عما يوجب رضا اﻹمام صلوات الله عليه عنّا، وهو الالتزام بطاعة الله تعالى بمراتبها، العامة والخاصّة، أي أداء الواجبات وترك المحرّمات، والعمل بالفضائل فضلاً عن الواجبات، واجتناب الرذائل فضلاً عن المحرّمات. وأي إنسان يعزم على ذلك ويثابر في هذا المجال ويضحّي فيضبط لسانه وعينه وأذنه ويده ورجله وشعوره وفكره وجسمه فسيوفّق.
-------------
(1) من كلمة لسماحته بجمع من طلاب الحوزة العلمية بالنجف الأشرف بتاريخ 10 شعبان 1430هـ
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده