مع انتقال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله إلى جوار ربه خلّف في أمته ثقلين مهمين، جُعل في مجموعهما الاهتداء ولا يُستغنى، كتاب الله وأهل البيت وبعبارة أخرى المستخلف هو القرآن وهو قد يكون صامتاً كالذي بين الدفتين، وقد يكون ناطقاً كالإمام.
إلاّ أن الأمة من بعد رسول الله ولهذا اليوم لم ترع وصية الرسول صلى الله عليه وآله، فنبذت الأوّل وراء ظهرها وتجاهلت الآخر.
والذي ينبغي الحديث عنه في واقعنا نحن الذين ندعي التمسك بخط أهل البيت سلام الله عليهم وموالاتهم هو مصداقية وجود القرآن في حياتنا، هذا القرآن الذي يُعد بمثابة خطاب إلهي متجدد للعباد، والدستور الإلهي الخالد، فيه آيات بينات وهدى للناس، وشفاء لما في الصدور.
يقول الإمام الرضا سلام الله عليه متحدثا عن القرآن: "هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته المثلى، المؤدي إلى الجنة، والمنجي من النار، لا يخلق من الأزمنة، ولا يغث على الألسنة لأنه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، وحجة على كل إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد".
وعن الإمام الصادق سلام الله عليه عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفّع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب تفصيل، وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكمة، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم، وعلى نجومه نجوم، لا تُحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى، ومنازل الحكمة، ودليل على المعروف لمن عرفه".
وعن أمير المؤمنين سلام الله عليه: "عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين والنور المبين والشفاء النافع.... من قال به صدق ومن عمل به سبق".
وكما أن لكل شيء ربيعاً فربيع القرآن هوشهر رمضان ونحن مدعوون لموائد القرآن الكريم في هذا الشهر، (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان).
نحن مدعوون للاقتراب من القرآن ولاستلهام الرؤى منه، والتزود منه بما ينفعنا في حياتنا سواء على صعيدها الشخصي أو الصعيد العام، ويتم ذلك بعدة خطوات:
أولاً :
تلاوة القرآن تلاوةً مشروطةً بالفهمِ أولاً ونعني به فهم عظمة هذا الكلام وعُلوه والتعظيم ثانياً، مستحضرين بذلك عظمة المتكلم، فليست قراءة القرآن كقراءة كتاب عادي بل أنت تقرأ كتاباً من لدن حكيم عليم، يشتمل على كلام إلهي وحديث رباني (لا يمسه إلاّ المطهرون).
ثانياً :
تدبر معاني القرآن الكريم، وهو أمر وراء التلاوة وفهم المعاني العامة، وقد قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفاله).
ويقول أمير المؤمنين سلام الله عليه: "لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها".
وتدبر معاني القرآن يعني محاولة القارئ تطبيق الآية على واقعه الشخصي أو محيطه الاجتماعي وذلك بأن يوازن بين خطه العام ومسيرته في الحياة مع خط القرآن الكريم ليستكشف بالتالي هل هما خطان متطابقان أم متقابلان؟
ثالثاً :
من الأمور المعيبة والتي تثير العجب أن يكون بعض المتدينين قد وصلوا إلى أرقى الشهادات العلمية في مختلف تخصصات العلم لكنهم يجهلون أغلب مفردات القرآن الكريم في معناها اللغوي أو سياق ورودها فضلاً عن أسباب النزول، أو التفسير أو....، فلماذا لا يحاول الواحد منا الاستفادة من هذا الشهر بقراءة تفسير مبسط يعتني بألفاظ القرآن الكريم من حيث المعنى وأسباب النزول؟
رابعاً :
إقامة المحافل القرآنية ودعوة الآخرين إليها وخصوصاً الأقربين، ولنجعل ساعة معينة من يومنا خلال هذا الشهر لنجلس فيها على مائدة القرآن يحف بنا أقرباؤنا ومن يعنينا أمره نتدارس القرآن تلاوة وحـفظـاً وتـدبراً وتفسيراً.
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده