إعداد ونشر
مركز الإمام الخميني الثقافي
"لو جردوا الأمم من النساء الشجاعات والمربيات للإنسان فسوف تهزم هذه الأمم وتؤول إلى الانحطاط"
مقدمة
المرأة هي قضية قديمة قدم الإنسان على الأرض. تتقلب أحوالها بحسب تقلب المجتمعات الإنسانية، ليرتفع شأنها حيناً وتسمو بنفسها الإنسانية مقتحمة قمم المجد والكمال. ولتسقط في أوحال المجتمعات المتخلفة حيناً آخر، متناسية كل إنسانيتها لتتحول إلى مجرد تمثال جميل المظهر منحوت على طرف الشارع أو زاوية المتجر أو منقول عبر شاشات التلفزة...
هكذا أراد الله تعالى للمرأة أن تكون إنساناً وأراد لها أهل الجاهلية في كل عصر أن تكون تمثالاً. تمثال بلا روح ولا مغزى ولا معنويات!
فمن هو الذي راعى حقها. ومن هو الذي ظلمها؟
من هو الذي ارتفع بها إلى قمم الكمال والعزة، ومن أسقطها وأفرغها من كل معنى وسلب منها كل عزة؟
أين عزة المرأة وكيف يكون كمالها؟
هذا الكتيب يعكس فكر الإمام الخميني رضوان الله تعلى عليه الذي استطاع أن يفجر في المرأة إنسانيتها المدفونة ويفعّل طاقاتها التي وأدتها الجاهلية فكراً وأخلاقاً وممارسة. لتعود المرأة قلب المجتمع النابض بالكمال، وهو دورها الطبيعي الذي أراده الله تعالى لها.
كيف ينظر الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه إلى المرأة؟ وما هو دورها الذي رآه لها في المجتمع؟
فلنقرأ معاً هذه الوريقات المأخوذة من كلماته وممارساته في الحكومة والمجتمع والعائلة.
الفصل الأول
مكانة المرأة
1ـ خليفة الله
2ـ يوم المرأة
3ـ ما قدمه الإسلام للمرأة
4ـ البنت جيدة جداً
خليفة الله
إن المرأة قبل أن تكون أنثى هي ـ كما الرجال ـ إنسان، خليفة الله على الأرض {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة...} ، يحمل المسؤولية الإلهية على عاتقه {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان...} ، ترفعه الكرامة الإلهية {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً} ، لا يتميز فرد من أفراد الإنسان سوءا كان ذكر أم أنثى... إلا بالتقوى {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعرفوا، عن أكرمكم عند الله اتقاكم} .
وإلى هذا يشير الإمام الخميني (قدس سره) بقوله: "القانون أخذ بعين الاعتبار... حقوق النساء وبقية الفئات والطبقات، لا يوجد في الإسلام فروق بين جماعة وأخرى، التمايز بالتقوى فحسب" .
إذاً كل ما أعطاه الإسلام للإنسان هو المرأة، فهي الخليفة وهي المكرمة وهي تتحمل الأمانة الإلهية وهي مكلفة بإعمار الدنيا.. كالرجل تماماً يقول الإمام الخميني (قدس سره): "المرأة إنسان بل إنسان عظيم..." .
بل هو يدعو إلى الالتفات لمقامها الإنساني والتصرف على هذا الأساس: "نحن ندعو لأن تحتل المرأة مكانتها الإنسانية السامية" .
والإسلام يريد لها أن تتقدم في هذا الإطار "الإسلام يريد للمرأة والرجل أن يسمو في مدارج الكمال" .
هذه هي النظرة الإسلامية العامة للمرأة، ذلك المخلوق المبارك الذي صنعه الله تعالى بيد رحمته.
هي إنسان. وعليها أن تتصرف بناء على ذلك، وتسير باتجاه تحقيق الأهداف الإنسانية مرتفعة في مدارج الكمال.
يوم المرأة
لقد اهتم الإمام (قدس سره) بشأن المرأة حتى جعل لها يوماً خاصاً يتجدد كل عام، للتبقى قضاياها وحقوقها وفعالياتها حاضرة على الدوام، يقول: "مبارك للشعب الإيراني العظيم، وخصوصاً النساء المحترمات، يوم المرأة المبارك، اليوم المجيد لتلك الجوهرة اللامعة التي كانت على الأساس للفضائل الإنسانية والقيم العالية "لخلافة الله" في العالم" .
لقد اختار لها يوماً من أشرف أيام الإنسانية وأعز الأيام على قلبه، يوم ولادة السيد فاطمة الزهراء (عليها السلام). تلك الإنسان الكامل وقد عبر عنها أنها "الأساس للفضائل الإنسانية والقيم العالية" فاختيار هذا اليوم بالخصوص للمرأة ليس من قبيل الصدفة، وإنما يصيب أمرين في وقت واحد.
فهو يلفت إلى أهمية المرأة ودورها الأساسي في المجتمع، والذي تجسد بالسيدة الزهراء (عليها السلام) بأبهى صوره وأكمل شأنه وأرفع درجاته.
ومن جهة أخرى هو يوم القدوة الصالحة والكاملة للمرأة. فاليوم الذي ستنطلق منه المرأة كل عام هو يوم السيدة الزهراء (عليها السلام)، لتشكل القدوة التي يجب تقديمها للنساء، والتي يجب على النساء أن تسير على نهجها وبضيائها.
كل هذا يشير إلى أهمية المرأة ومكانتها السامية في نظر الإمام الخميني (قدس سره الشريف) وبالتالي بنظر الإسلام الأصيل.
ما قدمه الإسلام للمرأة
"خدم الإسلام المرأة بنحو لم يكن له سابقة في التاريخ، لقد انتشل المرأة من تلك الأوحال، وأكرمها وجعلها إنسانة ذات شخصية" .
"لم يخدم الإسلام الرجل بمثل ما خدم المرأة، إنكن لا تعلمن ماذا كانت عليه المرأة في الجاهلية، وما آلت إليه في الإسلام" .
لم يكن سهلاً ـ بالمعايير المادية ـ أن يقف ذلك الرجل العظيم بين أهل الجاهلية ليصرخ فيهم {وإذا الموؤدة سؤلت * بأي ذنب قتلت} .
وفي غضون سنوات قليلة استطاع هذا النبي الكريم بمعجزة وتسديد إلهي أن يقلب ذلك المجتمع المتحجر الذي هضم حق المرأة واحتقرها حتى وصل إلى الوءد المادي بعد وأد مكانتها معنوياً وتحويلها إلى عنصر فساد في المجتمع.
هذا المجتمع الذي استطاع أن يحوله الإسلام من مجتمع: {إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء من بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمن} ، إلى مجتمع "الجنة تحت أقدام الأمهات" ومجتمع "فاطمة أم أبيها" ومجتمع "خير الأولاد المخدرات من كانت عنده واحدة جعلها الله ستراً له من النار" (كما في الحديث النبوي الشريف".
هذا بعض ما قدمه الإسلام للمرأة بمجرد ظهوره.
وهذه الخدمة للمرأة لا تتوقف آثارها على خصوص المرأة بل هي خدمة للإنسانية جمعاء وللمجتمع بشكل عام، يقول الإمام (قدس سره): "لقد من الإسلام على الإنسان بإخراجه المرأة من تلك المظلومية التي كانت تغط فيها في الجاهلية. فلقد كانت فينظرهم أدنى من الحيوان وكانت مظلومة، والإسلام هو الذي أخرجها من مستنقع الجاهلية" .
ومع كل غياب للإسلام عن المجتمع عبر التاريخ، تنحط مكانة المرأة، ومع كل إشراقه جديدة له ترتفع مكانتها في المجتمع مجدداً لترجع إلى إنسانيتها.
"لقد استعادت اليوم المرأة ـ هذا العضو الفاعل في المجتمع ـ مكانتها ـ إلى حد ما ـ ببركة النهضة الإسلامية" .
البنت جيدة جداً!
ينقل رحيميان في كتابه: "رزقني الله تعالى مولوداً جديداً، وكان طفلة، وبعد عدة أيام من ولادتها أحببت أن أدخل بها إلى الإمام الخميني (قدس سره). كنت لا زلت أصعد درج الباحة عندما لفتت نظر الإمام، فاستعجل آذناً لي بالدخول مع بسمة واضحة على وجهه الشريف، وقبل أن أقول شيء سألني "هذا طفلك؟"، قلت له: "نعم" مباشرة مد يديه لحمل الطفل عني سائلاً: "بنت أم صبي؟"، قلت له: بنت، فأخذها في حضنه ووضع وجهه على وجهها وقبلها قائلاً: "البنت جيدة جداً، البنت جيدة جداً، البنت جيدة جداً!" وقرأ دعاءً في أذنها، ثم سألني: "ما أسمها؟"، فقلت: لم نضع لها اسماً تركنا التسمية لسماحتكم، فقال مباشرة: "فاطمة جيدة جداً، فاطمة جيدة جداً، فاطمة جيد جداً!" .
الفصل الثاني
بين الحقوق والتنزيه
هي إنسان وليس سلعة
أ ـ حرية المرأة
ما هي الحرية؟
منع الحجاب نموذج تحررهم
الحرية تتوقف عند حقوق الآخرين
2ـ حقوق المرأة
المرأة والعمل
المساواة
التعليم
تعليم المرأة في الحوزات العلمية.
"رفض الإسلام بشدة تحول المرأة إلى سلعة" .
"نريد للمرأة أن تكون إنساناً كبقية الآدميين وأن تكون حرة مثل سائر الأحرار" .
أراد الإسلام للمجتمع أن ينظر للمرأة كإنسان عليه أن يسعى للوصول على أعلى مراتب الإنسانية ورفض لها أن تكون مجرد سلعة لتأجر أو ألعوبة بيد عابث.
إن جسدها هذا يحمل روحاً لها كمالاتها وطموحاتها وآلامها وآمالها...
إنها روح قادرة على التحقيق في فضاء الحرية حتى ترتبط بملكوت الله. هي أَمَة لله دون سواه. هذا ما أرده لها الإسلام وهذه نظرته إليها، وكل ما خالف هذه النظرة وحط من قدر المرأة كإنسان له روح وآمال وسير معني، رفضه الإسلام وحاربه.
فالجسد المادي والمظهر الخارجي لا يمكن أن يختصر المرأة...
وهذا ما لم يرق لكثير من تجار الجسد وجلادي الروح وأعداء الطهارة... الذين لم يروا في المرأة إلاّ نزوة لعابث أو مالاً لتأجر. فأغرقوها في وحولهم وخدعوها حتى صوروا لها الوحل ماء زلال! وصاحب البصيرة هو القادر على تمييز السراب عن الماء في صحراء هذه الدنيا الغرور.
وعلى ضوء ذلك يمكننا أن نفهم المفردات التالية:
1ـ حرية المرأة
من الطبيعي قبل كل شيء أن نسأل: ما هي الحرية؟ فإن تحديد المفهوم بشكل واضح سيقطع الطريق على رفع الشعارات البراقة بظاهرها والفارغة أو المتناقضة في مضامينها! لتصبح كقميص عثمان يرفعه كل من له غرض سياسي أو طمع بمال أو جاه!
ما هي الحرية؟
الحرية هي فتح الخيارات أمام الإنسان وتعريفه بها وكشف حقائقها أمامه ليختار بعد ذلك ما رأى فيه مصلحة له، هذه هي الحرية الحقيقة، فتح الخيارات...
فليست هي (اللا أبالية) التي أشار إليها الإمام (قدس سره) بقوله: "إنكم تتطلعون للحرية التي تجعل شبابنا لا أباليين... كل واحد يفعل ما يحلو له، وتقوم الدول الكبرى بنهب ثرواتنا، وهؤلاء الشباب لا هون في اللهو واللعب..." هذه اللا أبالية التي قد يقع فيها الكثير من الشباب ويوهمون أنفسهم أنهم بذلك أحراراً. تماماً كالنعامة التي تدفن رأسها بالتراب وهي تظن أن العدو لن يراها! هي في الحقيقة تيه وضياع وليست من الحرية في شيء!
وليست الحرية كذلك، الحرية التي تكبل المجتمع وتجعله مجرد مقلد وتابع للغير "لو رأيتهم النساء في تلك الأوضاع التي كانوا يريدونها لهن باسم (تحرير النساء وتحرير الرجال) لأدركتم أن كل ذلك لم يكن غير خدعة وتضليل، لم يكن الرجال أحراراً ولا النساء، ولا حتى الصحف أو الإذاعة، أو أي شيء آخر، لم تكن الحرية هدفهم مطلقاً، صحيح أن اسمها والحديث عنها والدعاية لها كان يتردد بكثرة، إلا أن الحرية التي تقود شبابنا من الفتيان والفتيات إلى التيه والضياع، أنا أسمي هذه الحرية التي كانوا يدعون إليها بالحرية المستوردة... الحرية الاستعمارية، أي الحرية التي تسود البلدان التي يريدون لها أن تكون تابعة، هذه الحريات يأتون بها هدايا" . نعم بعض الشباب ـ من الفتية والفتيات ـ قد يتصورون أن التحرر هو ترك الذات وتقليد الغير. غافلين عن أن اتباع الغير هو الأسر والإرتهان، فيما الاعتماد على النفس والانطلاق من الذات هو التحرر!
وليست الحرية ـ كذلك ـ إغلاق طاقات المرأة كلها ودفعها نحو محور واحد "نحن لا نسمح، ولا الإسلام يوافق، أن تكون المرأة سلعة ودمية بأيدينا، الإسلام يدعو للحفاظ على شخصية المرأة، ويريد أن يصنع منها إنساناً جاداً ونافعاً، ولا يسمح مطلقاً بتحول المرأة إلى أداة للشهوة بأيدي الرجال" .
فالإسلام هو الذي يريد تحرير المرأة من هذه القيود التي يكبلها المجتمع بها منذ ولادتها ويدفعها باتجاه واحد على حساب كل خياراتها الإنسانية التي يمكن أن تفعّلها وتنهل منها وتفيد المجتمع من خلالها. يقول الإمام الخميني (قدس سره): "فيما يخص المرأة، لم يعارض الإسلام حريتها أبداً، بل على العكس عارض الإسلام تحول المرأة إلى سلعة، وأعاد إليها عزها وشرفها ومكانتها... وهي حرة في اختيار مصيرها ونشاطها، بيد أن نظام الشاه كان يسعى دون حريتها من خلال إغراقها في أمور مخالفة للأخلاق، والإسلام يرفض ذلك بشدة. لقد صادر النظام البائد حرية المرأة مثلما صادر حرية الرجل ونفاها... ونحن نحاول تحرير المرأة من الفساد الذي أوقعوها فيه" .
إن الفساد هو الأغلال التي تحبس المرأة، فنظرة المجتمع الفاسد إليها نظرة ضيقة من زاوية خاصة، والذي يتوقعه هذا المجتمع منها أيضاً أمور ضيقة خاصة، والذي يشجعها عليه ويدفعها إليه هو تلك الزاوية الضيقة أيضاً! فمتى ستفهم المرأة الشرقية والغربية أن هذا أسر لها بثوب الحرية؟!
منع الحجاب نموذج تحررهم!
ألا يكفيهم كشاهد ودليل على ما ذكرناه ما يحصل في بعض دول الغرب ـ بل حتى بعض دول الشرق! ـ من طرد المحجبات من المدارس والجامعات والمؤسسات لمجرد أنها امرأة متسترة ترتدي الحجاب؟
يقول الإمام الخميني (قدس سره): "إن هذا الاختيار لم يفرض على النساء وإنما النساء هن اللاتي اخترنه، فبأي حق تسلبين الاختيار من أيديهن؟..." .
"إن الأفلام المغرضة المسمومة، وأحاديث الخطباء الجهلة، حولت المرأة في الخمسين عاماً السوداء من الحكم البهلوي الخبيث، إلى مجرد سلعة، وقد عملوا على جر النساء اللاتي كن على استعداد للتأثر بهذه الأجواء، إلى أماكن يعف القلم عن ذكرها، فليعد من يرغب في الإطلاع على جانب تلك الجرائم، إلى الصحف والمجلات وأشعار الأوباش والأراذل في عهد رضا خان بدءاً بفترة إجبار النساء على السفور والتخلي عن الحجاب الإسلامي فصاعداً... سود الله وجوههم وتحطمت أقلامهم التي تدعي التنوير" .
لماذا كان الحجاب عندهم مرفوضاً؟ لأنه يعطي نموذج المرأة الإنسانية التي تعرف أنها إنسان لها الحق بأن ينظر إليها الرجل والمجتمع كله على هذا الأساس.
فهل يوجد أسر أشد وأظلم من ذلك الأسر؟! أليس غريباً أن الشخص الذي يفتح أمام المرأة كل أبواب الإنسانية وكل المجالات التي تطالها يدها يتهم بأنه يمنع تحرر المرأة؟!
الإسلام لمن يدفن شيئاً في المرأة وإنما نظم لها كل شيء.
الحرية تتوقف عند حقوق الآخرين
من جهة أخرى فحرية كل إنسان تتوقف عند حقوق الآخرين، فأنا حر فيما يعنيني ولكني لست حراً في نهب أموال الناس، حر في عملي ولكن لست حراً في قتل النفس المحترمة... فكل حرية تقف حدودها عن حقوق الآخرين، وكذلك ما يسمى بحرية المرأة، يقول الإمام الخميني (قدس سره): "مثلما وضع الله تبارك وتعالى قيوداً للرجال لئلا تقودهم شهواتهم إلى الفساد والإفساد، كذلك صنع مع النساء، كل ذلك من أجل إصلاحهن، فالأحكام الإسلامية كلها من أجل صلاح المجتمع" .
فالحرية التي ينشأ عنها فساد المجمع وانحطاطه ليست حرية! وإنما هي ظلم للمجتمع وتعدي على حقوقه.
وكذلك الحرية التي ينشأ عنها ظلم الشخص نفسه لا يمكن وضعها في خانة الحرية والسماح بها، فهذه المجتمعات المتحضرة لا تسمح للشخص بالانتحار، وتمنعه من ذلك. وتعتبر من يعينه على ذلك مجرم مذنب! فهل يوجد من يعترض على ذلك ويضعه في خانة منافات حرية هذا الشخص؟ وكذلك ظلم المرأة لنفسها لا يمكن وضعها في خانة الحرية.
"النساء أحرار في اختيار عملهن ومصيرهن، وكذلك زيهن مع مراعاة الموازين، وقد برهنت التجربة الراهنة للنشاطات ضد النظام الشاهنشاهي أن النساء وجدن حريتهن أكثر من قبل في اللباس الذي يدعو إليه الإسلام" .
هذا هي الحرية الحقيقية التي ينادي بها الإسلام وتنادي بها الفطرة السليمة.
2ـ حقوق المرأة
"إن المرأة في النظام الإسلامي تتمتع بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها الرجل، بما في ذلك حق التعليم والعمل والتملك والانتخاب والترشيح، وفي مختلف المجالات التي يمارس الرجل دوره فيها، للمرأة الحق في ممارسة دورها. بيد أن هناك أموراً تعد مزاولتها من قبل الرجل حراماً لأنها تقوده إلى المفاسد، وأخرى يحظر على المرأة مزاولتها لأنها توجد مفسدة، لقد أراد الإسلام للمرأة والرجل أن يحافظا على كيانهما الإنساني، فهو لا يريد للمرأة أن تصبح ألعوبة بيد الرجل، وإن ما يرددونه في الخارج من أن الإسلام يتعامل مع المرأة بخشونة وعنف لا أساس له من الصحة وهو دعاية باطلة يروج لها المغرضون، وإلا فإن الرجل والمرأة كلاهما يتمتع بصلاحيات في الإسلام. وإذا ما وجد تباين فهو لكليهما، وإن ذلك عائد إلى طبيعتهما" .
للإنسان كل الحق في ممارسة ما يشاء ليرفع شأنه ويخدم مجتمعه، فهو فرد فعال في المجتمع له حق في أن يطرق الباب الذي يجب.
ولا يتوقف هذا الأمر إلاّ عند حد الضرر بالنفس أو بالمجتمع، فلا يحق للإنسان أن يؤذي نفسه أو يؤذي مجتمعه سواء كان هذا الإنسان رجلاً أو امرأة، لذلك نجد الإسلام وضع للمرأة حدوداً ـ كما وضع للرجل ـ تمنعها من الانحطاط ومن أضرار المجتمع، فالإسلام أحرص على المرأة من المرأة نفسها.
يقول الإمام الخميني (قدس سره): "إن الإسلام يأخذ ينظر الاعتبار حقوق النساء، مثلما يهتم بحقوق الرجال، وقد اعتنى بالنساء أكثر من اعتنائه بالرجال... فلهن الحرية في ممارسة نشاطاتهن وبكامل إرادتهن، وفي انتخاب العمل. ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أن في الشرق ثمة محدوديات للرجال أيضاً، وهي لمصلحة الرجال أنفسهم، فالإسلام يحرم ممارسة الأفعال التي فيها مفسدة للرجال كالقمار وتناول الخمور والمخدرات، لأنها مقرونة بالمفاسد... محدوديات لمصلحة المجتمع نفسه" .
المرأة والعمل:
إن الإسلام لا يمنع من عمل المرأة مع الاحتشام ومراعاة الأحكام الشرعية يقول الإمام (قدس سره): "فلتعمل المرأة ولكن بالحجاب. لا مانع من عملها في الدوائر الحكومية ولكن مع مراعاة الحجاب الشرعي والحفاظ على الشؤون الشرعية" . فتركها للحجاب الشرعي والاحتشام سيحوّل وجودها في المؤسسات ومراكز العمل من دور بنّاء وفاعل في خدمة المجتمع إلى دور الانحراف وتهديم المجتمع بمعاول الفساد التي تنخر فيه بالتدريج حتى نجد أنفسنا أمام مجتمع منحل تماماً خالٍ من كل شيء لا يمت للإنسانية بصلة، وللمرأة بكرامة، كما يشير الإمام وكما أكدت التجربة الغربية أيضاً، وكما يقال: "العيان يعني عن البرهان".
إذن فللمرأة الحق بأداء دورها الفعّال في المجتمع مع التزامها بالخطوط الشرعية العامة التي تمكنها من تفعيل دورها بشكله الإيجابي.
ولكن إذا كان الرجل والمرأة كلاهما إنسان يجب المحافظة على حقوقه فما السبب في اختلاف بعض الأحكام الشرعية بينهما؟ وهل هذا الاختلاف يعني التمييز وعدم المساواة؟ فلنلق نظرة على موضوع المساواة فيما يلي.
المساواة
من المعروف أن التعامل مع الأمور المختلفة والموضوعات المتباينة بأسلوب واحد ليس عدلاً ولا إنصافاً ولا مساواة، بل هو ـ بلا شك ـ ظلم فإذا أردت أن أمتحن شخصين احدهما طبيب والآخر بنّاء ـ مثلاً ـ، فمن الطبيعي أن يكون سؤال للأول عن الطب وللثاني عن البناء، هذا هو العدل والإنصاف، وليس العدل أن أسأل الشخصين سؤالاً طبياً لأنني سأظلم بذلك البنّاء، وكذلك ليس من العدل أن أسألهما سؤالاً معمارياً لأنني سأظلم الطبيب، فالظلم هو أن أسألهما سؤالاً واحداً مع اختلافهما.
وهذا نفسه موجود في موضوع الرجل والمرأة فصحيح أن كليهما إنسان ولكن لكل منهما مميزات وخصائص يجب الإلتفات إليها عند توزيع التكاليف والمهمات، ولا يمكن التعاطي معهما بشكل واحد.
يقول الإمام (قدس سره): "نظر الإسلام إلى المرأة على قدم المساواة مع الرجل، لا شك في وجود أحكام خاصة تتناسب وطبيعة الرجل، وأخرى خاصة بالمرأة تتناسب وخصوصياتها، إلاّ أن هذا لا يعني أن الإسلام يفاضل بين المرأة والرجل" .
والفرق بين الرجل والمرأة واضح على المستويين المادي والمعنوي، فعلى المستوى المادي المرأة لها ظروفها الشخصية التي ستؤثر على أدائها، بل ولها تأثير على نفسيتها أيضاً، ولها ظروفها الخاصة كذلك بما اختصت به من حمل ووضع وإرضاع... وعلى المستوى المعنوي نجد المرأة أميل للعطف واللين واللطف بينما الرجل أيمل للتصلب والقسوة... وهذه الصفات الجسدية والنفسية يجب ملاحظتها عند توزيع المهام بين الرجل والمرأة ليعطي كل إنسان ما يتناسب مع صفاته الجسدية وملكاته النفسية.
فالقانون الذي يصدر أحكاماً واحدة للرجل والمرأة من دون ملاحظة خصوصياتهما هو القانون الظالم، ظالم للرجل وللمرأة معاً. وملاحظة هذه الفروق وإصدار الأحكام المختلفة بناء عليها هو الإنصاف والعدل، وبالتالي فهي نظرة المساواة.
التعليم
عن علي (عليه السلام): "العلم أصل كل خير والجهل أصل كل شر".
إن القرآن الكريم لم يعتبر في آية من آياته أن العلم خاص بالرجال ولا طالب بحرمان المرأة من العلم ومنعها من التعلم، بل على العكس من ذلك لقد أمر بالعلم وأكد على التعلم وردده في أكثر من 770 مرة في القرآن الكريم! واعتبره حقاً. بل واجباً للمجتمع كله بكل ما فيه من شرائح وطبقات وأعمار ورجال ونساء. حيث لم يذكر في أية واحدة اختصاص العلم بالرجال دون النساء.
وهذا ما تصرح به الروايات كالرواية عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة".
وقد أكد الإمام الخميني (قدس سره) على تعليم المرأة في الكثير من كلماته، يقول (قدس سره): "من الآثار العظيمة لهذه النهضة هذا الحول الذي حصل لكم جميعاً، للنساء وللإخوة والأخوات، وهذا الشعور بالمسؤولية، إذ أن لدى كل واحد منا مسؤولية في هذا البلد، ومن ذلك مسؤولية التعليم... تعليم ما هو نافع في الدين والدنيا" .
فالإمام (قدس سره) لم يعتبر العلم حق للمرأة اعتبره مسؤولية. وبالتالي فهو يدخل في الواجبات لا في الحقوق فحسب، بل نجده يعتبر التعلم للرجال والنساء عبادة: "أيها الأخوة والأخوات في الإيمان، انطلقوا في تعبئة طاقاتكم لإزالة هذا النقص المؤلم، استأصلوا جذور هذه المشكلة، التعليم والتعلم عبادة دعانا إليها الله تبارك وتعالى" .
ولا يكفي للقيام بهذه المسؤولية ما تقوم به الدولة من خلال دورها في التعليم بل يدعو الإمام (قدس سره) لجعل العلم والتعلم حالة شعبية تقع على عاتق كل قادر على ممارستها وليست من مهام الدولة فقط، يقول (قدس سره): "على أئمة الجمعة والجماعة في المدن والأرياف دعوة الناس لتعليم الأخوة والأخوات القراءة والكتابة في المساجد والتكايا، وأن لا يجلسوا بانتظار مبادرات الحكومة، بإمكانهم تعليم الأخوة والأخوات الأميين في المنازل، وعلى الأميين أن يستجيبوا لذلك" .
بل نجده يحث النساء بشكل خاص على العلم ويمتدحهن على ذلك: "لا تجدون اليوم مدينة أو قرية تخلو من الجمعيات الثقافية والعلمية للنساء الملتزمات والسيدات المسلمات المحترمات" .
ولم يستثن من ذلك حتى المرأة العجوز: "بمقدور الشيخ الكبير والمرأة العجوز أن يتعلما، بإمكانهما اكتساب العلم وأن لا ييأسوا من أنفسهم" .
"أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لَكٌنَّ أيتها السيدات والسادات والأخوات، لأن تواصلن مساعيكن في كسب العلم وفي العمل وفي تهذيب الأخلاق أيضاً، فكما أن العلم وحدة لا جدوى منه، كذلك التهذيب المجرد الأعمى لن يجدي نفعاً... العلم وتهذيب النفس معاً يحققان للإنسان المكانة الإنسانية" .
تعليم المرأة في الحوزات العلمية
وما دامت في الحوزة ـ قلب الفكر الشيعي الصافي ـ مؤسسات ومعاهد خاصة بتعليم النساء، فمن الطبيعي أن ينعكس هذا الجو على كل المجالات العلمية الأخرى ليفتح الباب أمام المرأة واسعاً للتعليم، وقد أعتبر الإمام الخميني (قدس سره) ذلك نعمة من الله سبحانه وتعالى ينبغي شكرها يقول: "فقد وجدت اليوم بحمد الله مؤسسة في طور الإعداد في مدينة قم المقدسة، مدينة العلم والجهاد ستتولى تعليم وتربية النساء المحترمات، ونأمل أن يتحقق هذا الهدف الإسلامي بجهود العلماء الأعلام ومدرسي الحوزة العلمية في قم دامت بركاتهم. وأن تكون المؤسسة خطوة مؤثرة في النمو الفكري وازدهار المعرفة الإسلامية لدى النساء" .
وعند زيارتك لمدينة قم المقدسة يمكنك أن تلاحظ العديد من المعاهد الإسلامية الخاصة بالنساء،والتي باتت تغص بها الحوزة العلمية.
الفصل الثالث
دور المرأة في بناء المجتمع
1ـ المساهمة في تحديد المصير
2 ـ نشاطها في إطار العائلة
3ـ نشاطها في المجتمع
4ـ نشاطها في السياسة وبناء الدولة
5ـ الجهاد والعمل العسكري
المرأة جزء من المجتمع
يقول الله تبارك وتعالى: {المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..}.
إن الإسلام لا يريد دفن طاقات المرأة وسلب أي دور لها في المجتمع، بل العكس تماماً فهو يريد أن يفعّل طاقات المرأة في الاتجاه الصحيح، لتكون عنصراً فعالاً له دوره الإيجابي والبناء في المجتمع، فالفعالية في المجتمع ليست خاصة بالرجال بل هي تكليف للمؤمنات كما كانت تكليفا للمؤمنين.
فالمرأة إذن ليست عضواً خارج المجتمع أو على هامشه بل هي في قلب المجتمع لها دورها الأساسي والفعال، ويشير الإمام الخميني (قدس سره) إلى هذا الدور بشكل إجمالي في الكثير من كلماته، ومن هذه الكلمات: "إن للمرأة دوراً كبيراً في المجتمع، والمرأة مظهر لتحق آمال البشر" .
"يؤهل الإسلام المرأة لأن يكون لها ـ كالرجل ـ دور في جميع الأمور، فكما يؤدي الرجل دوراً في جميع الأمور، فالمرأة أيضاً تمتلك مثل هذا الدور" .
بل نجد الإمام (قدس سره) يعتبر أن النساء الصالحات هن السبب في رفعة المجتمع وانتصاره أمام كل التحديات، يقول (قدس سره): "لو جردوا الأمم من النساء الشجاعات والمربيات للإنسان، فسوف تهزم هذه الأمم وتؤول إلى الانحطاط" .
وهي التي تعمر البلاد جنباً إلى جنب الرجال: "وينبغي للنساء الشجاعات والملتزمات التوجه إلى إعمار إيران العزيزة جنباً إلى جنب الرجال الأعزاء..".
"فكما كان لكنّ دور أساسي في السابق، فإنكن مطالبات الآن بالمساهمة في تحقيق هذا النصر، وأن تنهضن وتنتفضن كلما تطلب الأمر ذلك... البلاد بلادكن ويجب عليكن بناؤها، إن شاء الله" .
ويشير الإمام الخميني (قدس سره) على طبيعة هذا الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة بشكل إجمالي فيقول: "إننا نفخر أن السيدات والنساء صغاراً وكباراً، ناشئات وعجائز، يمارسن دورهن الفاعل في المجالات الثقافية والاقتصادية والعسكرية كالرجال، أو أفضل، سعياً في تحقيق رفعة الإسلام وأهداف القرآن الكريم" .
ولنقرأ معاً بعض النشاطات التي أكد الإمام الخميني (قدس سره) على أن ضرورة تأخذ المرة دورها الإيجابي فيها:
1ـ المساهمة في تحديد المصير
"على المرأة أن تساهم في مقدرات البلاد المصيرية" .
"نحن ندعو لأن تحتل المرأة مكانتها الإنسانية السامية، ينبغي للمرأة أن تساهم في تحديد مصيرها" .
"للمرأة حق تقرير مصيرها كما هو الحال بالنسبة للرجل" .
فالمرأة إذن لها دور قبل مرحلة الإجراء والتنفيذ، لها دور في القضايا المصيرية، وعليها أن تبادر للتصدي لمثل هذه الأمور وإبداء رأيها بها، وبالأخص الأمور المصيرية التي تتعلق بالمرأة.
2ـ نشاطها في إطار العائلة
"القرآن الكريم يربي الإنسان، والمرأة أيضاً تربي الإنسان" .
يا لها من عبارة تختصر كل شيء، وتبين خطورة دور المرأة وأهميته في المجتمع فهي المدرسة التي تخرج إنسان هذا المجتمع ليأخذ لونها ويسير بإلهام منها، وكما يقول الشاعر:
لا عذب الله أمي إنها شربت حب الوصي وغذتنيه باللبن
بل نجد الإمام عندما يقارن بين دور المرأة ودور الرجل في المجتمع يصرح أن دور المرأة أهم وأخطر، حيث يقول (قدس سره): "إن دور المرأة في المجتمع أهم من دور الرجل، لأن النساء والسيدات ـ علاوة على كونهن شريحة فعالة على كل الأصعدة ـ فإنهن يتصدين لتربية الشرائح الفعالة الأخرى أيضاً" .
وبسبب خطورة هذا الدور وأهميته نجد الإسلام قد خصها بالثواب الجزيل مقابل ذلك، يقول الإمام الخميني (قدس سره): "إن ليلة واحدة من سهر الأم لطفلها، تعادل سنين من عمر أب ملتزم، إن الرأفة والرحمة التي تحملها نظرات الأم النورانية ما هي إلا تجلِ لرأفة ورحمة رب العالمين" .
ويكفي الأم شرفاً ما ورد في الحديث الشريف: "الجنة تحت أقدام الأمهات" .
إن الأمومة لها احترامها الخاص ولها أهميتها الخاصة عند الله سبحانه وتعالى، فلماذا كان هذا الاهتمام يا ترى؟
أهمية التربية تشكل المخزون الثقافي والنفسي والسلوكي الذي سيلقي بظلاله على الإنسان طيلة مسيرة حياته، وكما يقال "من شب على شيء شاب عليه".
وفي الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء إلا قبلته".
وإلى هذه الحقيقة يشير الإمام الخميني (قدس سره) بقوله: "وإن معظم المفاسد ناتجة عن هذه العقد التي تنشأ عند الأطفال" .
ويقول (قدس سره): "إن طفلاً صالحاً يتربى في أحضانكن من الممكن أن يسعد شعباً كاملاً" .
نعم هذا هو سبب أهمية دور الأم. إنها هي التي تخرج أفراد المجتمع الصالحين الذين يمكن أن يسعد الواحد منهم شعباً كاملاً.
وبقدر أهمية هذا الدور هو خطير أيضاً، وينبه الإمام (قدس سره) على ذلك: " أما لو كانت تربية سيئة فقد يفسد مجتمعاً لا سمح الله ,لا تتصوروا أنه طفل، فقد ينزل هذا الطفل إلى المجتمع ويمثل موقعاً على رأس المجتمع ثم يسوقه إلى الفساد" .
وهذا الدور المهم والخطير هو شرف كبير للمرأة. "إنكن أيتها النساء تحظين بشرف الأمومة... وأنكن بهذا الشرف مقدمات على الرجال... إن أول مدرسة يتعلم فيها الطفل هي حضن الأم، الأم الصالحة تربي طفلاً صالحاً. وإذا كانت الأم منحرفة ـ لا سمح الله ـ سوف ينشأ الطفل منحرفاً في أحضان هذه الأم، لأن العلاقة التي تربط الأطفال بالأم دونها أي علاقة أخرى، وما داموا في أحضان الأم، فإن كل ما يفكرون به وكل ما يتطلعون إليه يتلخص في الأم، وينظرون إليه من خلالها. إن كلام الأم وخْلقها وأفعالها تترك تأثيرها في الأطفال.. فسوف ينشأ هذا الطفل على تلك الأخلاق والأفعال بوحي من تقليده لأمه التي هي أسمى من يقلد" .
الأولوية لدور التربية:
هذا الدور المهم مقدم ـ إجمالاً ـ على الأدوار الأخرى، ويجب أن لا تؤثر أدوارها الأخرى التي يمكن أن تقوم به على دورها هذا، لذلك نجد الإمام يعترض على انشغال المرأة بشكل يمنعها من أداء هذا الدور الأساسي. يقول (قدس سره): "أنتن أيتها النساء اللاتي شاركتن في هذه النهضة وحفظكن الله، مدعوات للتقدم بهذه النهضة، وإن مسؤوليتكن المهمة هي تربية أبناء صالحين... لقد أرادوا لهذه النسوة أن يبتعدون عن أطفالهن... فبعض من يدعو النساء للعمل في الدوائر لا يهدف تطوير العمل، بل يعمل ذلك من أجل إفساد الدوائر، ويسعى على إبعاد الأطفال عن أحضان أمهاتهن فسوف ينشأون معقدين،.... حافظن على أطفالكن جيداً... ربين أطفالكن تربية صالحة" .
فعلى المرأة إذن أن تؤدي دورها الرسالي في العائلة بشكل كامل، ويجب أن لا تكون أعمالها الأخرى على حساب دورها هذا.
وعندما يدعوها للاهتمام بعائلتها وتربية ولدها تربية صالحه فهذا يعني بالتأكيد تربيته تربية إسلامية صحيحة "ربين أطفالكن في أحضانكن تربية إسلامية..." .
فالتربية الإسلامية الصحيحة هي التي تمثل القيم الإنسانية العليا: "المرأة هي الموجود الوحيد الذي يمكنه إتحاف المجتمع بأفراد يندفع المجتمع بل المجتمعات ببركة وجودهم نحو الاستقامة والقيم الإنسانية العليا".
ومن خلالها تحقق سعادة المجتمع الدنيوي والأخروية: "إن حضن المرأة مهد جميع السعادات وينبغي للمرأة أن تكون مهد السعادات" .
قصة الإمام (قدس سره) مع أم شهيد
في آخر يوم، وقبل نقل الإمام إلى المستشفى، كان للإمام لقاء مع عامة الشعب كالمعتاد، وكان بين الحاضرين أم لشهيد لبناني استشهد في عملية استشهادية كانت قاصمة للعدو الإسرائيلي؛ قتل فيها المئات من جنوده، عندما تُقدم هذه المرأة إلى الإمام أخبرته أن هذه أم الشهيد الفلاني، انفرج وجه الإمام والتفت إليها بشكل خاص، واخذ بالدعاء لها بشكل ملفت! .
الرجال قوامون على النساء
إن دور المرأة في العائلة مقدم على أدوارها الأخرى ـ كما ذكرنا سابقاً ـ وأي دور تقوم به المرأة خارج البيت ينبغي أن لا يؤثر على دورها الرسالي التربوي في البيت.
وقد اعتمد الإسلام منذ البداية مبدأ "إذا كنتم ثلاثة فأمروا فعليكم واحداً منكم" فالإسلام هو دين النظام الذي رفض الفوضى بشكل عام.
وهذا المجتمع الصغير (الأسرة). قد نظمه الله تعالى وجعل قيادته بيد الزوج. فهو القيّم على الأسرة {الرجال قوامون على النساء}. وقد فرض الإسلام على المرأة أن تتعاطى مع الزوج كقيم ومسؤول عن العائلة ومدبر لأمورها، وفي الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "جهاد المرأة حسن التبعل" .
بل أننا نجد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤكد على هذا النظام وضرورة أتباع الزوجة للزوج حتى ورد في الرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام): "أن قوماً أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله إنا رأينا أناساً يسجد بعضهم لبعض فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمر المرأة أن تسجد لزوجها" .
ومن الجهة العملية نجد بعض الروايات تؤكد أيضاً هذه القيمومة للرجل على المرأة إلى درجة أنها لا يمكنها أن تخرج من بيتها بدون إذنه. ففي الرواية أن امرأة سألت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا رسول الله! ما حق الزوج على زوجته؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "أن لا تتصدق من بيته إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب، ولا تصوم يوماً تطوعاً إلا بإذنه، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الأرض وملائكة الغضب وملائكة الرضي"، قالت: فمن أعظم الناس حقاً على الرجل، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): "والده؟"، قالت: فمن أعظم الناس حقاً على المرأة؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): "زوجها" .
لذلك نجد الإمام الخميني (قدس سره) يؤكد على المرأة طاعة زوجها بل يحرم عليها الخروج من البيت بدون إذنه حيث يقول: "المرأة مستقلة في التقليد ولكن في الشؤون الزوجية ينبغي لها طاعة الزوج، ولا تستطيع أن تخرج من البيت بدون إذنه" .
وكذلك في تحرير الوسيلة: "لا يجوز لها الخروج بدون إذن زوجها إلا لضرورة أو أداء واجب مضيق" .
3ـ نشاطها في المجتمع
"إن صلاح أو فساد مجتمع ما نبع من صلاح أو فساد نساء ذلك المجتمع" .
المرأة عنصر مؤثر جداً في المجتمع، فإن كانت صالحة تسببت بصلاح المجتمع من خلال الأجواء التي ستحكم هذا المجتمع ببركة حجابها وعفتها والتزامها بالحكم الشرعي. فالمرأة المحجبة وجودها ومظهرها دعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فهي القادرة على صناعة أجواء المجتمع الصالح بما أولاها الله سبحانه وتعالى، وإن كانت المرأة فاسدة ـ لا سمح الله ـ فإنها ستسبب بفساد المجتمع وستعطي طابعاً وأجواءً في المجتمع تساعد بل وتدعو إلى الفساد والانحراف. فدورها حساس جداً، إما نور من الأنوار الإلهية في المجتمع أو سهم من سهام الانحراف والفساد!
ومن هنا فالإسلام لا يريد إلغاء المرأة من المجتمع، بل يريدها وبقوة، ولكن يريدها نوراً من أنوار الصلاح: "الإسلام يرى أن للنساء دوراً حساساً في بناء المجتمع الإسلامي، لذا فقد ارتقى بالمرأة إلى الحد الذي تستطيع معه أن تستعيد موقعها الإنساني في المجتمع وأن تخرج عن كونها (شيئاً) حتى تتمكن من خلال ذلك تحمل مسؤولياتها في بنية الحكومة الإسلامية".
"إن التشيع ـ ليس فقط ـ لا يعزل النساء عن ميدان الحياة الاجتماعية، بل يؤهلهن لاحتلال مكانتهن الإنسانية السامية في المجتمع، إننا نرحب بالإنجازات التي حققها العالم الغربي، لا الفساد الذي يئن منه الغربيون أنفسهم" .
"يمكن للمرأة في النظام الإسلامي المشاركة الفعالة مع الرجال في بناء المجتمع الإسلامي" .
فللمرأة إذن عمل اجتماعي حساس وليست مجرد شيء في المجتمع، لكن ينبغي في عمل المرأة الاجتماعي أن يبقى محافظاً على العفة العامة والحياء، وتحذر من الوقوع في الفساد الذي يئن منه الغربيون أنفسهم ـ كما عبر الإمام ـ.
ومن اللازم على النساء القيام بهذا الدور والتصدي له: "يتحتم على النساء اليوم أداء دورهن الاجتماعي والتزاماتهن الدينية، مع المحافظة على الحياء العام، ففي ظل العفة العامة يمارسن نشاطاتهن الاجتماعية" .
4ـ نشاطها في السياسة وبناء الدولة
لقد أكد الإمام على ضرورة مشاركة المرأة في الأمور السياسية وبناء النظام ومؤسساته بفعالية، وفي جميع المجالات، ومن هذه المجالات:
أ ـ المشاركة في الاستفتاء والانتخابات والترشيح
"من الأمور المهمة التي ينبغي التأكيد عليها مشاركة النساء الفاضلات والشجاعات في مختلف أنحاء إيران في الاستفتاء العام" .
"تتمتع النساء بحق الانتخاب، إننا نؤمن بهذه الحقوق للنساء أكثر من إيمان الغرب بها... فالمرأة تتمتع بحق الرأي، وحق الانتخاب وحق الترشيح" .
فالمرأة لها حق الانتخاب فلها أن تشارك بالانتخابات لتنتخب الشخص الذي تراه مناسباً. وكذلك لها حق الترشيح، حيث بمكنها أن تترشح أيضاً في أي انتخابات تجري. ويمكنها أن تترشح أيضاً في أي انتخابات تجري. ويمكنها أن تحتل المركز وتقوم بعملها إذ انتخبها الناس بلا فرق بينهما وبين الرجل.
ب ـ الخوض في الشؤون السياسية:
الشؤون السياسية والأعمال السياسية ليست مختصة بالرجال. بل للمرأة دور في هذا الإطار عليها أن تقوم به، بل يرى الإمام أنه من اللازم على المرأة المساهمة في القضايا السياسية، يقول: "مثلما يجب على الرجال المساهمة في القضايا السياسية والحفاظ على مجتمعهم، يجب على النساء أيضاً المشاركة والحفاظ على المجتمع،يجب على النساء أيضاً المشاركة في النشاطات الاجتماعية والسياسية على قدم المساواة مع الرجال، بالطبع مع المحافظة على الشؤون التي أمر بها الإسلام والتي هي بحمد الله متحققة بالفعل في إيران" .
"نحن نرى الآن أن القضايا التي تطرحها المتحدثات باسمكن أيتها السيدات اللاتي تقطن المناطق الساحلية هي مسائل سياسية واجتماعية معاصرة، وإن الشيء نفسه نجده لدى النساء الأخريات في المراكز والمؤسسات في مختلف أنحاء البلاد، غذ أخذت المرأة تولي اهتماماً خاصاً بالمسائل السياسي والاجتماعية المعاصرة. إن هذا التحول حدث ببركة النهضة الإسلامية أرجو أن يتواصل، ينبغي لكن أيتها النساء، وكذلك أنتم أيها الأخوة وبقية أخوتنا وأخواتنا المحافظة على هذا التحول الروحي وأن تمارس المرأة دورها في القضايا السياسية والنشاطات الاجتماعية الخاصة بها" .
ج ـ إعمار البلاد:
والنساء أيضاً هم جزء من أبناء هذه البلاد، فهم يستفيدون من صلاحها وإمكانياتها ويتضررون من النواقص والمشاكل الموجودة فيها، وتقع على عاقتهم مسؤولية إعمار البلاد كما تقع على عاتق الرجال، فإعمار البلاد مسؤولية المجتمع كله، وعلى المرأة أن تؤدي دورها في هذا الإطار أيضاً، وتدفع الأمور باتجاه إعمار البلاد، يقول الإمام الخميني (قدس سره): "النساء في الجمهورية الإسلامية منهمكات اليوم جنباً إلى جنب الرجال، في بناء أنفسهن وفي إعمار البلاد" .
د ـ إدارة شؤون البلاد:
المرأة ليست مجرد عنصر مشجع على العمل، أو عنصر عامل ضمن مستويات التنفيذ وتلقي الأوامر فقط، وإنما للمرأة التدخل في إدارة شؤون البلاد وإشغال المناصب الحكومية العالية أيضاً، فكونها امرأة لا يمنع من قيامها بهذه الأمور وتأدية هذه الأدوار الإدارية، يقول الإمام الخميني (قدس سره): "من الذي عبأ هذه النسوة ودفعهن للمشاركة في إدارة شؤون البلاد؟ علماً أن مشاركتهن جاءت في محلها ـ من الذي فعل ذلك؟ الله تعالى هو الذي دعا لذلك. وإن هذه النسوة بمشاركتهن هذه يلبين دعوة الله" .
5ـ الجهاد والعمل العسكري:
لعل الجهاد العسكري هو من أكثر الأمور التي تثار حولها علامات استفهام بالنسبة للمرأة. فهل للمرأة دور في الجهاد، أم هو مختص بالرجال؟ وإذا كان لها دور فما هي طبيعة هذا الدور؟
أ ـ المشاركة في الحروب:
ميز الإسلام بين الحروب العادية التي يمكن أن تقع بين البلدان، وبين تعرض بلاد المسلمين للغزو والخطر على الوجود والهوية وبعبارة أخرى ميز بين الجهادي الابتدائي والجهاد الدفاعي. ففي الحروب العادية يسقط الجهاد عن المرأة ولا يجب إلا على الرجل. وأما في النوع الآخر وعندما تتعرض البلاد للغزو فالدفاع واجب على الرجل والمرأة بلا فرق بينهما.
يقول الإمام الخميني (قدس سره): "الجهاد غير واجب على النساء ولكن الدفاع واجب على كل فرد في حدود القدرة والاستطاعة" .
"وإذا ما حدث ـ لا سمح الله ـ في وقت ما هجوم ضد البلاد الإسلامية فإن على الجميع نساءً ورجالاً أن يهب للدفاع، إن الدفاع لا يقتصر على الرجل دون المرأة. أو على فئة دون أخرى، بل يجب على الجميع التحرك والدفاع عن البلاد" .
ولا شك أن ما يتعرض له العالم الإسلامي الآن من حروب. جعله في وضع دفاع محافظة على النفس والهوية، فالجهاد في العالم الإسلامي الآن هو من أوضح مصاديق الجهاد الدفاعي، ولا يستثنى منه أحد سواء كان رجلاً أو امرأة، في حدود القدرة والاستطاعة.
"أيتها الأخوات والأخوة في أي بلد كنتم! دافعوا عن هويتكم الإسلامية والوطنية. دافعوا عن أنفسكم دون خوف أو تحفظ في مقابل أعدائكم الممثلين في أمريكا والصهيونية الدولية وقوى الشرق والغرب... دافعوا عن الشعوب والبلدان الإسلامية" .
وهذا بالطبع لا يلغي تشخيص القيادة وتقسيمها للأدوار بحسب ما تراه من مصلحة جهادية واجتماعية.
ينقل الإمام الخميني (قدس سره) قائلاً: "تطلب مني بعض النساء بأن أدعو لهن أن يستشهدن في كردستان... إن بعض النسوة جئن إلى هنا وطلبن مني أن أسمح لهن بالذهاب إلى كردستان... يذهبن للقتال هناك. فقلت لهن: ليس من الصلاح، الشعب والجيش يؤديان دورهما هناك" .
ب ـ المشاركة في التدريب العسكري:
عندما نتحدث عن عمل عسكري يمكن للمرأة أن تقوم به، خصوصاً في حالة الدفاع، فمن الطبيعي أننا سنتقبل مستلزمات العمل العسكري. وأهمها التدريب العسكري. فالتدريب هو مقدمة ضرورية لأي عمل عسكري، ولا يمكن السماح للمرأة بالعمل العسكري ومنعها عن التدريب. تطبيقاً لنداء العقل ولقوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة...}.
ويشير الإمام الخميني (قدس سره) إلى ذلك في بعض كلماته حيث يقول: "إذا ما كان الدفاع واجباً على الجميع، ينبغي أن تهيأ مقدمات الدفاع أيضاً، من جملة ذلك موضوع التدريب العسكري، وتعليم فنون القتال لمن لا يجيدها، فالأمر ليس بهذه الصورة بأن يجب علينا الدفاع ولكن لا ندري كيف ندافع. بل يجب أن نتعلم كيف ندافع. ومن الطبيعي أن المحيط الذي تتدربون فيه على الفنون العسكرية يجب أن يكون محيطاً سالماً، محيطاً إسلامياً، وأن تراعي فيه جوانب العفاف وجميع الشؤون الإسلامية" .
"إنني آمل، بفضل ما تحقق حتى الآن بهمة الرجال والنساء الشرفاء الأبطال، أن توفق النسوة بتأييد الله المتعال في التعبئة العامة، بما في ذلك التدريب العسكري والعقائدي والأخلاقي والثقافي. وأن تكمل الدورات التعليمية والتمارين الميدانية العسكرية والقتالية بنجاح وفكاءة تحقق تطلعات الأمة الإسلامية" .
ج ـ دعم الجبهات:
كل جبهة تحتاج لخطط خلفية تؤمن لها حوائجها ومستلزماتها وتدعمها. وهذا الدور يمكن أن تقوم بها المرأة أكثر من غيرها. وقد أثبتت جدارتها فيه عملياً على الدوام. يقول الإمام الخميني (قدس سره): "لقد غاب عن هؤلاء الذين يزرعون الخوف في نفوسكن من الحكومة الإسلامية، ويزعمون بأن إذا ما قامت الحكومة الإسلامية فسوف تحجر على النساء في البيوت، غاب عنهم أن النساء في صدر الإسلام كن يخرجن إلى الحرب، وكان معظمهن يعمل طوال الوقت في إسعاف المصابين ومداواة الجرحى" .
"ينبغي لكن أيتها النساء أن تعلمن أن تعلمن أنه مثلما يجب على الرجال الإقدام والتضحية في جبهات القتال، يجب عليكن تقديم العون والمساعدة خلف الجبهات" .
"الآن حيث تتواجدون في جبهات القتال، ويتواجد جنودنا ينصرهم الله في الأماكن الحساسة، من الذي يقوم بتوفير احتياجاتهم؟ إن النساء هن اللاتي يقمن بإعداد الخبز لكم. وإن الشعب هو الذي يقدم الذخيرة لكم، ويتبرع بالأموال اللازمة لكم..." .
"عندما أشاهد في التلفزيون هذه النساء المحترمات اللاتي يعملن في مناصرة الجيش ودعم القوات المسلحة، أشعر بمكانة لهن في نفسي لا أشعر بها تجاه أي شخص آخر، إن هذه النسوة يؤدين عملاً لا ينتظرن من ورائه شيئاً أو مكافأة من أحد. إنهن جنديات مجهولات يتواجدن في جبهات الجهاد، بل منهمكات فيه" .
الفصل الرابع
ما قدمنه المرأة المعاصرة
دورها في انتصار الثورة
دورها في الحرب ودعم الجبهات
قيمة فتاة تزوجت جريحاً
دورها في الصناعة والزراعة
المساعدات المالية للمستضعفين
دورها في التعليم
دورها في التخطيط
ثبات المرأة الملتز
السبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده
» باك المنتدى
السبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده
» افكار للرفوف رووعه
الجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده
» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
الجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده
» طريقة عمل آيسكريم~..
الجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده
» عندمآإ ........
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده
» يا علي ( رسمتي )
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده
» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
الثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده
» عضوين في قفص المواجهه
السبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده