على جناح الملائكة.. بر بال فرشتكان

ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة 545632810

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

على جناح الملائكة.. بر بال فرشتكان

ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة 545632810

على جناح الملائكة.. بر بال فرشتكان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات على جناح الملائكة ...منتدى شيعي حر ورائع يتكلم عن منهج اهل البيت عليهم السلام

قال الإمام الصادق (عليه السلام): ما من شيء إلا وله كيل ووزن إلا الدموع، فإن القطرة منها تطفىء بحارا من النار، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة، فإذا فاضت حرمه الله على النار، ولو أن باكيا بكى في أمة لرحموا....فيما قبل عن الامام علي عليه السلام .....عن النبى(ص):من أحب أن ينظر إلى اسرافيل فى هيبته، و إلى ميكائيل فى رتبته، و إلى جبرئيل فى جلالته، و إلى آدم فى سلمه، و إلى نوح فى خشيته، و إلى ابراهيم فى خلته، و إلى يعقوب فى حزنه، و إلى يوسف فى جماله، و إلى موسى فى مناجاته، و إلى أيوب فى صبره، و إلى يحيى فى زهده، و إلى يونس فى سنته، و إلى عيسى فى ورعه، و إلى محمد فى حبسه و خلقه فلينظر إلى على، فإن فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جمع الله فيه ولم يجمع لأحد غيره.***يقول الامام علي عليه السلام:إحذر استِصغارَ الخصْمِ فإنّهُ يمنعُ منَ التحفظ ، ورُبّ صَغير ٍغلبَ كبيرا ًإحذر التفريط فإنّهُ يُوجبُ المَلامَة إحذر الدُنيَا، فإنهَا شبكة الشيْطان، ومَفسْدة الإيمَان إحذر الغضبَ، فإنه جُندٌ عَظيمٌ مِن جُنودِ إبلِيسَ إحذر الغضبَ ممّنْ يحمِلكَ عَليْهِ، فإنه مُميتٌ لِلخوَاطِرْ، مَانِعٌ مِن التثبُت إحذر الكَريمَ إذا أهنتهُ، والحَليمَ إذا جَرَحْتهُ، والشُجَاعَ إذا أوجَعتهُ.*** رُوي عن الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام أنَّه قال:إن النعمة موصولة بالشكر ..والشكر متعلق بالمزيد ....و لن ينقطع المزيدمن الله حتى ينقطع الشكر من العبد !!***وعنه عليه السلام أيضاً:والذي وسع سمعه الأصوات .. ما من أحد أدخل على قلب فقيرسروراً .....إلا خلق الله له من هذا السرور لطفاً ..فإذا أنزلت به نائبة جرىإليها لطف الله ...كالماء في انحداره حتى يطردها عنه !***وسُئل عليه السلام: كم صديق لك ..؟ قال لا أدري الآن !لأن الدنيا مُقبلة عليّ ..والناس كلهم أصدقائي ....وإنما أعرف ذلك إذا أدبرت عنيّ ..فخيرالأصدقاء من أقبل إذا أدبر الزمان عنك !!***وقال عليه السلام :منحاسب نفسه ربح ...ومن غفل عنها خسر ..ومن نظر في العواقب نجا ..ومن أطاعهواه ضل ....ومن لم يحلم ندم ..ومن صبر غنم ..ومن خاف رحم ..ومنأعتبر أبصر ...ومن أبصر فهم ..ومن فهم علم !!***و قال عليه السلام :اعلمإن لكل فضيلة رأساً و لكل أدب ينبوعاً..ورأس الفضائل و ينبوع الأدب هو العقل ..الذي جعله الله تعالى للدين أصلاً و للدنيا عمادا ..فأوجب التكليف بكماله ....و جعل الدنيا مدبرة بأحكامه ..و ألف به بين خلقه ....مع اختلاف همهم ومآدبهم !!***و قال عليه السلام :منينصب نفسه للناس إماماً ....فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ..و ليكنتأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه !!***و قال عليه السلام :منملك نفسه عن أربعة خصال .....حرَّم الله لحمه على النار ..من ملك نفسه عندالرغبة ... والرهبة .. والشهوة .. والغضب !***وقال عليه السلام :راحةالجسم في قلة الطعام ...وراحة النفس في قلة آلاثآم ..وراحة القلب في قلةالاهتمام ..وراحة اللسان في قلة الكلام !!***و قال عليه السلام : خيرالدنيا والآخرة في خمس خصال ....غني النفس ..وكف الأذى ..وكسب الحلال ..و لباس التقوى ..و الثقة بالله على كل حال !!

المواضيع الأخيرة

» رسالة من زائر
ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Emptyالسبت يوليو 13, 2013 2:06 am من طرف الورده

» باك المنتدى
ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Emptyالسبت يوليو 13, 2013 1:58 am من طرف الورده

» افكار للرفوف رووعه
ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Emptyالجمعة يونيو 28, 2013 5:19 pm من طرف الورده

» تصميم ازياء(اول تجربه لي )
ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Emptyالجمعة يونيو 28, 2013 5:17 pm من طرف الورده

» طريقة عمل آيسكريم~..
ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Emptyالجمعة فبراير 01, 2013 10:42 pm من طرف الورده

» عندمآإ ........
ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Emptyالثلاثاء يناير 29, 2013 11:59 pm من طرف الورده

» يا علي ( رسمتي )
ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Emptyالثلاثاء يناير 29, 2013 11:55 pm من طرف الورده

» ،،دفتر حضور وغياب ارجو التثبيت ،،
ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Emptyالثلاثاء يناير 29, 2013 11:47 pm من طرف الورده

»  عضوين في قفص المواجهه
ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Emptyالسبت ديسمبر 29, 2012 6:52 pm من طرف الورده

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 438 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 438 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 573 بتاريخ الإثنين نوفمبر 25, 2024 9:53 pm

دخول

لقد نسيت كلمة السر


2 مشترك

    ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة

    مريام
    مريام
    Admin
    Admin


    barbican

    اوسمة العضو : عدد الاوسمة3

    المزيد : عدد الاوسم3

    supper : عدد الاوسمة3

    انثى العذراء

    تميز العضو : 13
    عدد المساهمات : 5378

    نشاط العضو : 68103
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009
    العمر : 35
    الموقع : كربلاء الصغرى
    العمل/الترفيهطالبة جامعية

    احترام القوانين احترام القوانين : cool

    التقاط ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة

    مُساهمة من طرف مريام الأربعاء نوفمبر 25, 2009 2:07 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين محمد وآله الغر الميامين :


    نعظم الاجر لسادتنا آل بيت الرساله ((عليهم السلام)) و لسيدنا بقية الله في أرضة وحجته على خلقه شريك القرآن ومظهر البرهان مولاي الحجة ابن الحسن ((اللهم عجل فرجه الشريف))


    السابع من ذي الحجة
    عام 114 للهجرة ذكرى ارتحال
    خامس أئمّة أهل البيت عليهم السلام
    الإمام محمّد الباقر عليه السلام
    مالئ الدنيا بعلم التوحيد وعلم التشريع
    متلالئاً من مشكاة جدّة
    الرسول صلى الله عليه وآله
    تعازينا لكلّ أشياع العدل
    والتوحيد في العالم


    اللهم صلِ على الجوهر النادر، المتربع على عرش المكارم والمفاخر، ابن بجدة الحلم والتقى بلا مكاثر، أو مفاخر، الإمام بالنص أبي جعفر محمد إبن علي الباقر

    ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Sh-imambaqer


    نسبه الشريف

    الاسم : محمد إبن علي عليه السلام

    الكنى : أبو جعفر الأول

    الألقاب : شبيه النبي، الزاهر، الباقر

    يوم الولادة : الثلاثاء، أو يوم الجمعة((عصراً))

    شهر الولادة : غرة رجب الأصم

    عام الولادة : 57 من الهجرة

    نقش خاتمه : العزة لله جميعاً

    يوم الوفاة : ضحوة صباح الأثنين

    شهر الوفاة : 7 ذي الحجة

    عام الوفاة : 114 من الهجرة

    علة الوفاة : سمه هشام في سرجه

    المرقد المقدس : البقيع بالمدينة

    عدد الأولاد : البنون 5، بنات 2

    هو باقر علوم الأولين والأخرين ، ووارث جده خاتم النبيين (ص) ، ومشيد شريعة جده سيد المرسلين ، ومن أوصى له بالخلافة والإمامة بعده أبوه زين العابدين (ع) وخليفة الرسول الخامس ، وهو الذي قيل بشأنه أن رسول الله (ص) قال لجابر بن عبدالله الأنصاري (رض) : إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي .....(ع) أسمه أسمي وشمائله شمائلي ، يبقر علم الدين بقراً ، أي يشقه شقاً ، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام .
    أما نسبه لأبيه فهو الإمام محمد بن الإمام علي بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام ، الملقب بالباقر . أما أمه فهي فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي (ع) أي أن أباه زين العابدين (ع) كان متزوجاً من أبنة عمه ، فالإمام الباقر (ع) كان أول هاشمي من هاشميين ، وعلوي من علويين ، وفاطمي من فاطميين .


    كنيته وألقابه

    أما كنيته فهو (( أبو جعفر )) وأما القابه ، فهي: "باقر العلوم " و تخفف فيقال "الباقر " ، والشاكر لله ، والهادي .


    عمره وحياته بشكل عام

    عاش (ع) سبعاً وخمسين سنة ، منها ثلاث سنوات مع جده الحسين (ع) ، وبعدها مع أبيه الإمام السجاد (ع) خمساً وثلاثين سنة إلا شهرين ، ثم كانت إمامته (ع) بعد وفاة أبيه تسع عشرة سنة وشهرين ، فعمره (ع) بمقدار سنوات عمر جده الحسين (ع) وأبيه السجاد (ع) .
    أما حياته : فقد شهد (ع) في بداية حياته الشريفه واقعة الطف ، ومجزرتها علي أيدي الأمويين وأنصارهم من اهل الكوفة ، وعاش المحنة التي مرت على اهل البيت في طفولته ورافق الرزايا ، والمصائب التي توالت على أبيه زين العابدين (ع) وبعد أبيه ما تقرب العشرين سنة من حكام الجور في ذلك العصر ، وبعد أبيه ما يقرب العشرين سنة.

    ولقد نص على إمامته وخلافته الإمام زين العابدين عليهما السلام في كثير من المناسبات منها قوله : ألا وأنه الإمام أبو الأئمة معدن العلم ، يبقره بقراً ، والله لهو أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله ......الخ .



    بعض الوقائع التي ابتليى بها الإمام (ع) مع الطواغيت

    إن وقائع هذا الإمام المظلوم المسموم (ع) مع خلفاء بني أمية هؤلاء ومع سواهم من الحساد والمتنكرين ، لإمامته ، والمصائب والمحن التي لقيها من اولئك وهؤلاء لكثيرة لا يسع المقام لذكرها ، وقد تحملها الإمام (ع) صابراً محتسباً ، كما تحمل قبله أباؤه وعمه (الحسن) عليهم السلام ، وكان كالطود رسوخاً وشموخاً وتعالياً وكرامة .

    ومثله وربما ألعن منه وأكثر كفراً وحقداً ومحاربة لآ ل رسول الله ، عمه هشام بن عبدالملك الذي مرّ في سيرة السجاد (ع) ما كان ينقمه هذا اللعين على الإمام الرابع والد الباقر (ع) من احترام الناس له ولبيته ، وكيف حاول الأزراء بالإمام وتوهينه ، مما أثار الشاعر الفرزدق ، وحبسه على قصيدته الغراء التي تقدمت .

    ولم يقل هشام ايداء وتوهيناً للإمام الباقر (ع) من ايذائه وتوهينه لأبيه( ع) ، فقد أمر هشام باشخاص الباقر (ع) مقيداً من المدينة المنورة إلى دمشق الشام ، إمعاناً في إذلاله وتعذيبه ، بل يقال أنه هو الذي قتله .


    علمه

    كان الإمام الباقر (ع) بحراً في العلم ، وكان في المعرفة الذروة التي لا يبلغها بالغ ، ولذا كان لقب (( باقر العلم )) منطبقاً عليه تمام الأنطباق ، ولذا كان أيضاً يتهيبه سلاطين بني أمية ، وخاصتهم بسبب مكانته العظمى بين العلماء وبين الناس ، فما كانوا يجدون سبباً يتخذونه ذريعة للبطش بالإمام (ع) ، إلى أن اضطروا إلى قتله بالسم سراً .

    وعرف عليه السلام بمنطقه وقوة حججه في المجادلات الفقهية والكلامية وفي أحكام الشريعة الغراء ، وكانت له مجالس مع علماء زمانه الذين كانوا يقصدون لسألون ويناقشون ويستفيدوا منه سلام الله عليه .


    ما أوصى به عن وفاته

    روى الكليني في الكافي بسنده إلى الرضا عليه‏السلام قال : قال أبو جعفر الباقر عليه‏السلام حين احتضر إذا إنا مت فاحفروا لي و شقوا لي شقا فإن قيل لكم إن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله لحد له فقد صدقوا )أقول( و ذلك لأنه عليه‏السلام رأى أن الشق أصلح له من بعض الوجوه من اللحد فأمرهم به و إن كان اللحد أفضل.
    و روى الكليني بسنده عن الصادق عليه‏السلام قال : إن أبي استودعني ما هنالك )يعني ما كان محفوظا عنده من الكتب و السلاح و آثار الأنبياء و وداعهم( فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال اكتب: هذا ما وصى به يعقوب بنيه يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون.
    و أوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة و أن يعممه بعمامته و أن يربع قبره و يرفعه أربع أصابع و أن يحل عنه إطماره عند دفنه.ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله فقلت له يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه فقال يا بني كرهت أن تغلب و أن يقال أنه لم يوصى إليه فأردت أن تكون لك الحجة. أراد أن يعلمهم أنه وصيه و خليفته و الإمام من بعده.
    و روى الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه‏السلام قال : إن أبي قال لي ذات يوم في مرضه يا بني ادخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم فأدخلت عليه أناسا منهم فقال يا جعفر إذا أنا مت فغسلني و كفني و ارفع قبري أربع أصابع و رشه بالماء فلما خرجوا قلت يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته و لم ترد أن أدخل عليك قوما تشهدهم فقال يا بني أردت أن لا تنازع )أي لا تنازع في الإمامة و الخلافة من بعدي متى علموا أنك وصيي( .
    و روى الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه‏السلام قال : كتب أبي في وصيته أن اكفنه في ثلاثة أثواب أحدها رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة و ثوب آخر و قميص فقلت لأبي لم تكتب هذا فقال أخاف أن يغلبك الناس و أن قالوا كفنه في أربعة أو خمسة فلا تفعل و عممني بعمامة و ليس تعد العمامة من الكفن إنما يعد ما يلف به الجسد.
    و روى الكليني في الكافي بسنده أن أبا جعفر أوصى بثمانمائة درهم لمأتمه و كان يرى ذلك من السنة لأن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله قال اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا.


    استشهاده

    استشهد الإمام الباقر (ع) بسم دسه له الخليفة الأموي في سرج فرسٍ اركب الإمام (ع) عليه، عندما أرجعه من دمشق ألى المدينة بعدما أشخصه منها إلى الشام . وكان ذلك السلطان علىالأرجح -هشام بن عبدالملك (لع) ، وقد كان الإمام (ع) سميناً ، فسرى السم من السرج إلى لحمه ، فأثر في رجله ثم أمرضه ثلاثة أيام ، وقبض (ع) يوم الأثنين السابع من شهر ذي الحجة الحرام من سنة أربع عشرة ومئة من الهجرة النبوية المباركة بالمدينة المنورة .
    وقد أوصى (ع) إلى أبنه عبدالله بن جعفر الصادق (ع) بالإمامة بعده ، وأودعه ودائع الإمامة ، وجدد له وصاياه وتعاليمه ، وكان في جملة وصاياه ان يشقوا قبره كما لحد لرسول الله (ص) وعين ثمان مئة درهم لمأتمه ، وكان يرى ذلك من السُّنة المقدسة .
    ثم اوصى بوقف من ماله لِنوادب يندبنه عشر سنين ، أيام منى من الحج ، واوصى بعمامة وبردٍ وأثواب أخر لكفنه وروي عنه انه قال (( إن الموتى يتباهون بأكفانهم )) ثم قضى نحبه (ع) مظلوماً شهيداً مسموماً ، ودفن في البقيع من المدينة المنورة ، في البقعة التي فيها العباس بن عبد المطلب ، أي حيث دفن أبوه السجاد وعمُّ أبيه الحسن المجتبى (ع) ، بقرب جدته فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) .


    ومن شعره(ع):

    تعصي الاله وانت تظهر حبه.................هذا لعمرك في الفعال بديع

    لوكان حبك صادقا لاطعته.................ان المحب لمن احب مطيع


    ماجورين جميعا وعظم الله اجوركم
    نسألكم الدعاء
    نتمنى التوفيق وكل الخير للجميع إن شاءالله
    دمتم في حفظ الرحمن
    مريام
    مريام
    Admin
    Admin


    barbican

    اوسمة العضو : عدد الاوسمة3

    المزيد : عدد الاوسم3

    supper : عدد الاوسمة3

    انثى العذراء

    تميز العضو : 13
    عدد المساهمات : 5378

    نشاط العضو : 68103
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009
    العمر : 35
    الموقع : كربلاء الصغرى
    العمل/الترفيهطالبة جامعية

    احترام القوانين احترام القوانين : cool

    التقاط رد: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة

    مُساهمة من طرف مريام الأربعاء نوفمبر 25, 2009 2:11 pm

    من روائع هذه الحكم :

    1ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( قُم بالحق ، واعتزل ما لا يعنيك ، وتجنب عَدوَّك ، واحذر صديقك من الأقوام ، إلا الأمين من خشي الله ، ولا تصحب الفاجر ، ولا تطلعه على سِرِّك ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله ) .

    2ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( ثلاثة من مَكَارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عَمَّن ظَلَمَك ، وتَصِلْ مَن قطعك ، وتَحلَم إذا جُهل عليك ) .

    3ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( مَا من عِبادة لله تعالى أفضل من عِفَّة بَطنٍ أو فرج ، وما من شيء أحب إلى الله تعالى من أن يُسْأل ، وما يَدفَع القضاء إلى الدعاء ، وإنَّ أسرَعَ الخير ثواباً البِرّ والعدل ، وأسرع الشَّرِّ عقوبة البغي ) .

    4ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( مَن صَدَق لسانُه زَكا عَملُه ، ومن حَسنت نِيَّته زِيدَ في رزقه ، ومن حسن بِرُّه بأهله زِيدَ في عُمره ) .

    5ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( إنَّ أشَدَّ الناس حَسرَةً يوم القيامة عَبدٌ وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره ) .

    6ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( مَنْ أعطى الخُلق والرفق فقد أعطى الخير والراحة ، وحَسُن حاله في دنياه وآخرته ، ومن حَرَم الخلق والرفق كان ذلك سبيلاً إلى كل شَرٍّ وبَليَّة ، إلا من عَصَمَه الله ) .

    7ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( اِعرف الموَدَّة في قلب أخيك بما له في قلبك ) .

    8ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( مَا دَخل قلبَ امرئٍ شيءٌ من الكِبَر إلا نقص من عقله مثل ذلك ) .

    9ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( لَمَوت عَالِمٍ أحبُّ إلى إبليس من موت سبعين عابداً ) .

    10ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( لا يُقبل عَمَل إلا بمعرفة ، ولا معرفة إلا بِعَمل ، ومن عَرَف دَلَّتْهُ معرفته على العمل ، ومن لم يعرف فلا عَمَل له ) .

    11ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( ليس شيء مُميِّل الإخوان إليك مثل الإحسان إليهم ) .

    12ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( مَن لم يجعل مِن نفسه واعظاً فإنَّ مواعظ الناس لن تُغنِي عنه شيئاً ) .

    13ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( إنما شيعة علي المتباذلون في ولايتنا ، المُتحابُّون في مَوَدَّتنا ، المتآزِرُون لإِحياء الدين ، إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا ، بركة على من حَاوَرَهم ، وسِلْم لِمَن خَالَطَهم ) .

    14ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( المُتكَبِّر يُنازِعُ اللهَ رِداءَه ) .

    15ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( مَن عَمل بما يَعْلَم ، عَلَّمَه اللهُ ما لا يَعلم ) .

    16ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( بِئْس العبد يَكون ذا وجهين وذا لسانين ، يَطري أخاه في الله شاهداً ، ويأكله غائباً ، إنْ أعطِيَ حَسَدَه ، وإن ابتُلِيَ خَذَله ) .

    17ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( مَا عَرفَ اللهُ مَنْ عَصَاه ) ، وأنشد ( عليه السلام ) :

    تعصي الإلَهَ وأنت تُظهِر حُبَّهُ هَذا لَعَمرِك فِي الفِعَال بِديعُ

    لَوْ كَانَ حُبُّك صَادقاً لأطَعْتَهُ إِنَّ المُحِبَّ لِمَن أحَبَّ مُطيعُ

    18ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( الحياءُ والإِيمان مَقرُونان في قرن ، فإذا ذَهَب أحَدُهُما تَبِعه صَاحِبُه ) .

    19ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( مَن قُسِمَ لَهُ الخَرَق حُجِب عنه الإيمان ) .

    20ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( إنَّ المؤمِنَ أخُو المؤمن ، لا يَشتُمُه ، ولا يَحرمه ، ولا يسيء بِهِ الظَّنَّ ) .

    21ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( مَنْ أصَابَ مَالاً مِنْ أربع لم يُقبل منه في أربع ، من أصاب مالاً من غلول أو رِبَا أو خِيَانة أو سَرِقة ، لم يقبل منه في زَكَاة ولا في صَدَقة ولا في حَجٍّ ولا في عُمرة ) .

    22ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( شَرُّ الآباء مَنْ دَعَاهُ البِرُّ إلى الإفراط ، وشَرّ الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق ) .

    23ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( كَفى بالمرءِ عَيباً أن يتعرَّف مِن عُيوب الناس مَا يعمى عليه من أمر نفسه ، أو يَعيب الناس على أمر هو فِيه لا يستطيع التحول عنه إلى غيره ، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه ) .

    24ـ قال ( عليه السلام ) :

    ( إنِّي لا أكره أن يَكُون مقدار لسان الرجل فاضلاً على مقدار علمه ، كما أكره أن يكون مُقدار عِلمِه فاضلاً على مُقدار عَقله ) .

    مريام
    مريام
    Admin
    Admin


    barbican

    اوسمة العضو : عدد الاوسمة3

    المزيد : عدد الاوسم3

    supper : عدد الاوسمة3

    انثى العذراء

    تميز العضو : 13
    عدد المساهمات : 5378

    نشاط العضو : 68103
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009
    العمر : 35
    الموقع : كربلاء الصغرى
    العمل/الترفيهطالبة جامعية

    احترام القوانين احترام القوانين : cool

    التقاط رد: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة

    مُساهمة من طرف مريام الأربعاء نوفمبر 25, 2009 2:12 pm

    الإمام الباقر (عليه السلام) ومدرسته الإسلامية


    إذا كان العلم نور الله يقذفه في قلب من يشاء فما الذي يمنع عن قذف نور العلم في قلب أوليائه، هكذا كان من مصادر علم الأئمة (عليهم السلام) الإلهام، والذي ترافقه سكينة تجعلهم يثقون بأنه من عند الله.

    كذلك روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن علمنا غابر ومزبور ونكث في القلب ونقر في الأسماع، قال: أما الغابر فما تقدم من علمنا، وأما المزبور فما يأتينا، وأما النكث في القلوب فإلهام، وأما النقر في الأسماع فإنه من الملك.

    وروى زرارة مثل هذا الحديث وأضاف: قلت كيف يعلم أنه كان الملك ولا يخاف من الشيطان إذا كان لا يرى الشخص؟ قال: إنه يلقى عليه السكينة فيعلم أنه من الملك، ولو كان من الشيطان اعتراه الفزع. وإن كان الشيطان - بأزره - لا يتعرض لصد هذا الأمر(1).

    وعلم الإمام الباقر (عليه السلام) - كما سائر أئمة الهدى انبعث من هذه الروافد، فلم يكن غريباً، ما أظهر الله على لسانه من معارف الدين حتى قال الشيخ المفيد (قدس سره): لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين (عليهما السلام) من علم الدين والآثار والسنة وعلم القرآن وسيره وفنون الآداب ما ظهر عنه(2).

    من هنا نرى عظماء الفقه والحديث يعترفون بالمصدر الإلهي لعلمه الغزير، فقد جاء في كشف الغمة عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة الطاهرة عن الحكم بن عتيبة (وكان من كبار فقهاء عصره) أنه قال في تفسير قوله تعالى: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين)(3).

    قال: كان والله محمد بن علي منهم(4).

    وحكي عن أبي نعيم في كتابه الحلية أنه سأل رجل ابن عمر عن مسألة فلم يدر ما يجيبه، فقال اذهب إلى ذلك الغلام فسله وأعلمني بما يجيبك، وأشار إلى الباقر (عليه السلام) فسأله فأجابه فأنجد ابن عمر فقال: إنهم أهل بيت مفهمون(5).

    والتعبير بكلمة مفهمون كان شائعاً في ذلك العصر، وكان يعني أنهم مؤيدون من عند الله يلقي عليهم الرب علماً بالإلهام.

    ولذلك ترى من العلماء من يقصدونه من كل أفق بحثاً عن علمه الإلهي حتى روي عن عبد الله بن عطاء أنه قال: ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه(6).

    وقد روى عنه محمد بن سلم ذلك الفقيه المتبحر ثلاثين ألف حديث، أما جابر الجعفي فقد قال: حدثني أبو جعفر سبعين ألف حديث لم أحدث أحداً أبداً(7).

    ولأن الظروف السياسية كانت تتسم ببعض الانفراج فلقد تسنى للإمام أن يحاجج الكثير من المخالفين له ويعيدهم إلى جادة الصواب، والتاريخ يسجل لنا بعض تلك الاحتجاجات، وننقل شيئاً منها لتكون شاهدة على ما وراءها من الحجج البالغة.

    1 - لقد كان عبد الله بن نافع بن الأزرق واحداً من قادة الخوارج الذين كانوا أشد الفرق عداءً للإمام علي (عليه السلام) وأهل بيته، وكان يقول: لو أني علمت أن بين قطريها أحداً تبلغني إليه المطايا يخصمني أن علياً قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحلت إليه، فقيل له: ولده، فقال: أفي ولده عالم؟ فقيل له: هذا أول جهلك أو هم يخلون من عالم؟ قال فمن عالمهم اليوم؟ قيل: محمد بن علي بن الحسين بن علي، فرحل إليه في صناديد أصحابه حتى أتى المدينة، فاستأذن على أبي جعفر فقيل له: هذا عبد الله بن نافع، قال: وما يصنع بي وهو يبرأ مني ومن أبي طرفي النهار؟! فقال له أبو بصير الكوفي: جعلت فداك، إن هذا يزعم أنه لو علم أن بين قطريها أحداً تبلغه المطايا إليه يخصمه أن عليّاً قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحل إليه، فقال له أبو جعفر: أتراه جاءني مناظراً؟. قال: نعم!. قال : يا غلام، اخرج فحط رحله، وقل له: إذا كان الغد فائتنا، فلما أصبح عبد الله بن نافع غدا في صناديد أصحابه وبعث أبو جعفر إلى جميع أبناء المهاجرين والأنصار فجمعهم، ثم خرج إلى الناس وأقبل عليهم كأنه فلقة قمر فخطب فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: الحمد لله الذي أكرمنا بنبوته واختصنا بولايته، يا معشر أبناء المهاجرين والأنصار من كانت عنده منقبة لعلي بن أبي طالب فليقم وليتحدث، فقام الناس فسردوا تلك المناقب فقال عبد الله: أنا أروي لهذه المناقب من هؤلاء، وإنما أحدث علي الكفر بعد تحكيمه الحكمين حتى انتهوا إلى حديث خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كراراً غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه) فقال أبو جعفر (عليه السلام): ما تقول في هذا الحديث؟ قال: هو حق لا شك فيه ولكن أحدث الكفر بعد، فقال له أبو جعفر: ثكلتك أمك، أخبرني عن الله عز وجل أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم، فإن قلت لا كفرت، فقال: قد علم، قال: فأحبه الله على أن يعمل بطاعته أو على أن يعمل بمعصيته، فقال: على أن يعمل بطاعته، فقال له أبو جعفر: فقم مخصوماً، فقام وهو يقول: (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر الله أعلم حيث يجعل رسالته)(Cool.

    2 - وكان قتادة من أبرز فقهاء البصرة ولكنه كان يتشوق إلى رؤية الإمام الباقر (عليه السلام) ومناظراته، حيث كانت المدينة المنورة حاضرة الفقه والتفسير وسائر المعارف الإلهية، ولذلك فقد انتشر علم الإمام إلى كل الآفاق..

    من هنا جاء قتادة إلى المدينة يسأل عن الإمام فلما رآه قال له الإمام: أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال: ويحك يا قتادة إن الله عز وجل خلق خلقاً فجعلهم حججاً على خلقه فهم أوتاد في أرضه، قوام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه، أظلةً عن يمين عرشه. فسكت قتادة طويلاً ثم قال: أصلحك الله، والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام أحد منهم ما اضطرب قدامك، فقال له أبو جعفر: أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فأنت ثم ونحن أولئك. فقال له قتادة: صدقت والله جعلني الله فداك ما هي بيوت حجارة ولا طين، قال: فأخبرني عن الجبن، فتبسم أبو جعفر وقال: رجعت مسائلك إلى هذا، قال: ضلت عني، فقال: لا بأس به، فقال: إنه ربما جعلت فيه أنفحة الميت، قال: ليس بها بأس إن الأنفحة ليس لها عروق ولا فيها دم ولا لها عظم، إنما تخرج من بين فرث ودم، ثم قال: وإنما الأنفحة بمنزلة دجاجة ميتة أخرجت منها بيضة فهل تأكل تلك البيضة؟ قال قتادة: لا ولا آمر بأكلها فقال له أبو جعفر: ولِمَ؟ قال: لأنها من الميتة، قال له: فإن حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أتأكلها؟ قال: نعم. قال: فما حرم عليك البيضة وأحل لك الدجاجة، ثم قال: فكذلك الأنفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه إلاّ أن يأتيك من يخبرك عنه(9).

    3 - وقد بث الإمام من علمه بين الناس حتى سمي باقراً، فقد جاء في لسان العرب أنه لقب به (أي بالباقر) لأنه بقر العلم، وعرف أهله واستبسط فرعه وتوسع فيه. والتبقر التوسع(10).

    وقال ابن حجر في صواعقه المحرقة: سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبآتها ومكامنها، فكذلك هو أظهرَ من مخبأة الكنوز والمعارف، وحقائق الأحكام والحكم، ولطائف ما لا يخفى إلاّ على متطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه(11).

    وقد أفاض الإمام على المسلمين من علمه عبر تربيته لطائفة عظيمة من الفقهاء والمفسرين وحكماء المعارف الإلهية، من أمثال جابر بن يزيد الجعفي، ومحمد بن مسلم، وأبان بن تغلب، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار وآخرين.

    كما أنه نشر العلم عبر من روى عنه من علماء عصره من أمثال: ابن المبارك، والزهري، والأوزاعي. وأبي حنيفة ومالك والشافعي وزياد بن المنذر الهندي والطبري والبلاذري والسلامي والخطيب وغيرهم(12).

    وكان الولاة يجأرون إلى أهل بيت الرحمة كلما دهمتهم داهمة، وبالرغم من الصراع الحاد القائم بين الطرفين لم يدّخر الأئمة (عليهم السلام) وسعاً في خدمة الإسلام وإنقاذ الأمة من الأخطار المحيطة بهم.

    من ذلك ما ينقل لنا التاريخ من ورطة وقع فيها الخليفة الأموي عبد الملك حسبما ذكره إبراهيم بن محمد البيهقي في كتابه المحاسن والمساوئ حيث نقل عن الكسائي أنه قال:

    دخلت على الرشيد ذات يوم وهو في (إيوانه وبين يديه مال كثير قد تشق عنه البدر شقاً، وأمر بتفريقه في خدم الخاصة وبيده درهم تلوح كتابته وهو يتأمله وكان كثيراً ما يحدثني فقال: هل علمت أول من سن هذه الكتابة في الذهب والفضة؟ قلت: يا سيدي هو عبد الملك بن مروان! قال: فما كان السبب في ذلك؟ قلت: لا علم لي غير أنه أول من أحدث هذه الكتابة! فقال: سأخبرك: كانت القراطيس للروم وكان أكثر من بمصر نصرانياً على دين ملك الروم وكانت تطرز بالرومية، وكان طرازها أباً وابناً وروحاً قديساً فلم يزل ذلك كذلك وصدر الإسلام كله يمضي على ما كان عليه إلى أن ملك عبد الملك فتنبه له وكان فطناً، فبينا هو ذات يوم إذ مر به قرطاس فنظر إلى طرازه فأمر أن يترجم إلى العربية ففعل ذلك، فأنكره وقال: ما أغلظ هذا في الدين والإسلام، أن يكون طراز القراطيس بمصر وهي تحمل في الأواني والثياب، فتدور في الآفاق والبلاد وقد طرزت بشرك مثبت عليها، فأمر بالكتاب إلى عبد العزيز بن مروان وكان عامله بمصر بإبطال ذلك الطراز على ما كان يطرز به من ثوب وقرطاس وستر وغير ذلك، وأن يأمر صنّاع القراطيس بأن يطرزوها بسورة التوحيد و(شهد الله أنه لا إله إلا هو)(13)، وهذا طراز القراطيس خاصة إلى هذا الوقت لم ينقص ولم يزد ولم يتغير، وكتب إلى عمال الآفاق جميعاً بإبطال ما في أعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم ومعاقبة من وجد عنده بعد هذا النهي شيء منها بالضرب الوجيع والحبس الطويل، فلما أثبتت القراطيس بالطراز المحدث بالتوحيد وحملت إلى الروم، انتشر خبرها ووصل إلى ملكهم، فترجم له ذلك الطراز فأنكره وغلظ عليه واستشاط غضباً فكتب إلى عبد الملك:

    إن عمل القراطيس بمصر وسائر ما يطرز هناك للروم، ولم يزل يطرز بطراز الروم إلى أن أبطلته، فإن كان من تقدمَك من الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت، وإن كنت قد أصبت فقد أخطأوا، فاختر من هاتين الحالتين أيهما شئت وأحببت، وقد بعثت إليك بهدية تشبه محلك وأحببت أن تجعل رد ذلك الطراز إلى ما كان عليه في جميع ما كان يطرز من أصناف الأعلاق، حاجة أشكرك عليها وتأمر بقبض الهدية وكانت عظيمة القدر، فلما قرأ عبد الملك كتابه رد الرسول وأعلمه أن لا جواب له ولم يقبل الهدية، فانصرف بها إلى صاحبه فلما وافاه أضعف الهدية ورد الرسول إلى عبد الملك وقال:

    إني ظننتك استقللت الهدية فلم تقبلها ولم تجبني عن كتابي، فأضعفت لك الهدية وأنا أرغب إليك في مثل ما رغبت فيه من رد هذا الطراز إلى ما كان عليه أولاً، فقرأ عبد الملك الكتاب ولم يجبه ورد الهدية. فكتب إليه ملك الروم يقتضي أجوبة كتبه ويقول:

    إنك قد استخففت بجوابي وهديتي ولم تسعفني بحاجتي فتوهمتك استقللت الهدية فأضعفتها فجريت على سبيلك الأول وقد أضعفتها ثالثة، وأنا أحلف بالمسيح لتأمرن برد الطراز إلى ما كان عليه أو لأمرن بنقش الدنانير والدراهم، فإنك تعلم أنه لا ينقش شيء منها إلاّ ما ينقش في بلادي، ولم تكن الدراهم والدنانير نقشت في الإسلام فينقش عليها من شتم نبيك ما إذا قرأته أرفض جبينك له عرقاً، فأحب أن تقبل هديتي، وترد الطراز إلى ما كان عليه، وتجعل ذلك هدية بررتني بها وتبقى على الحال بيني وبينك.

    فلما قرأ عبد الملك الكتاب غلظ عليه وضاقت به الأرض وقال: أحسبني أشأم مولود ولد في الإسلام لأني جنيت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من شتم هذا الكافر ما يبقى غابراً ولا يمكن محوه من جميع مملكة العرب، إذ كانت المعاملات تدور بين الناس بدنانير الروم ودراهمهم، فجمع أهل الإسلام واستشارهم فلم يجد عند أحد منهم رأياً يعمل به، فقال له روح بن زنباع: إنك لتعلم الرأي والمخرج من هذا الأمر ولكنك تتعمد تركه، قال ويحك من؟ قال: الباقر من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) قال: صدقت ولكن ارتج عليّ الرأي فيه فكتب إلى عامله بالمدينة أن أَشْخص إلي محمد بن علي بن الحسين مكرماً ومتّعه بمائتي ألف درهم لجهازه وبثلاثمائة ألف درهم لنفقته، وأزح علته في جهازه من يخرج معه من أصحابه، واحتبس الرسول قبله إلى موافاته عليه، فلما وافى أخبره الخبر فقال له الباقر (عليه السلام):

    لا يعظمن هذا عليك فإنه ليس بشيء من جهتين:

    (إحداهما) إن الله عز وجل لم يكن ليطلق ما تهددك به صاحب الروم في رسول الله (صلى الله عليه وآله).

    (والأخرى) وجود الحيلة فيه، قال: وما هي؟ قال: تدعو في هذه الساعة بصنّاع فيضربون بين يديك سككاً للدراهم والدنانير، وتجعل النقش عليها سورة التوحيد وذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أحدهما في وجه الدرهم والدينار والآخر في الوجه الثاني، وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنة التي تضرب فيه تلك الدراهم والدنانير، وتعمد إلى وزن ثلاثين درهماً عدداً من الأصناف الثلاثة التي العشرة منها وزن عشرة مثاقيل وعشرة منها وزن ستة مثاقيل وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل فتكون أوزانها جميعاً واحداً وعشرين مثقالاً فتجزئها من الثلاثين فتصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل، وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة ولا نقصان، فتضرب الدراهم على وزن عشرة والدنانير على وزن سبعة مثاقيل.

    وكانت الدراهم في ذلك الوقت إنما هي الكسروية التي يقال لها اليوم البغلية لأن رأس البغل ضربها لعمر بن الخطاب بسكة كسروية في الإسلام مكتوب عليها سورة الملك، وكان وزن الدرهم منها قبل الإسلام مثقالاً والدراهم التي كان وزن العشرة منها وزن ستة مثاقيل والعشرة وزن خمسة مثاقيل هي السميرية الخفاف والثقال ونقشها نقش فارس.

    ففعل عبد الملك ذلك وأمره محمد بن علي بن الحسين أن يكتب السكك في جميع بلدان الإسلام، وأن يتقدم إلى الناس في التعامل بها وأن يتهدد بقتل من يتعامل بغير هذه السكك من الدراهم والدنانير وغيرها، وأن تبطل وترد إلى مواضع العمل حتى تعاد إلى السكك الإسلامية، ففعل عبد الملك ذلك ورد رسول ملك الروم إليه يعلمه بذلك، ويقول: إن الله عز وجل مانعك مما قدرت أن تفعله وقد أقدمت إلى عمالي في أقطار البلاد بكذا وكذا وبإبطال السكك والطراز الرومية.

    فقيل لملك الروم: افعل ما كنت تهددت به ملك العرب فقال: إنما أردت أن أغيظه بما كتبت إليه لأني كنت قادراً عليه والمال وغيره برسوم الروم فأما الآن فلا أفعل لأن ذلك لا يتعامل به أهل الإسلام وممتنع من الذي قال.

    وثبت ما أشار به محمد بن علي بن الحسين إلى اليوم ثم رمى يعني الرشيد بالدرهم إلى بعض الخدم(14).

    إن العلم الإلهي الذي حباه به الرب بما أخلص له في الطاعة، واجتهد في سبيله بالدعاء والعمل، إنه كان وراء إرشاده إلى السبيل الأفضل لمواجهة تهديد ملك الروم.

    وهذا العلم كان يميز الإمام الحق عمن ادعوا هذا المقام بغير حق، سواء الولاة الظالمون أو العلويون الذين نازعوا الأئمة حقهم.

    وهكذا نجد في تاريخ أهل البيت (عليهم السلام) كيف كان يقول شيعتهم عليهم بما لديهم من علم الدين والعلم بالحقائق الخفية بإذن الله، وبالتوسم بنور الله وبتأييد ملائكة الله.

    وفيما يلي ننقل بعض الأحاديث التي تزيدنا معرفة بمقام الإمامة عموماً وبدرجات الإمام الباقر (عليه السلام) بالذات.

    فقد روى الحلبي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: دخل الناس على أبي (الإمام الباقر) وقالوا: ما حد الإمام؟ قال: حده عظيم، إذا دخلتم عليه فوقروه وعظموه وآمنوا بما جاء به من شيء، وعليه أن يهديكم، وفيه خصلة إذا دخلتم عليه لم يقدر أحد أن يملأ عينه منه إجلالاً وهيبةً، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كذلك كان، وكذلك يكون الإمام، قالوا: فيعرف شيعته؟ قال : نعم ساعة يراهم، قالوا: فنحن لك شيعة؟ قال: نعم كلكم قالوا: أخبرنا بعلامة ذلك قال: أخبركم بأسمائكم وأسماء آبائكم وقبائلكم؟ قالوا: أخبرنا، فأخبرهم، قالوا: صدقت.

    قال: وأخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه في قوله تعالى: (كشجرة طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء)(15) نحن نعطي شيعتنا من نشاء من علمنا، ثم قال: يقنعكم؟ قالوا: في دون هذا نقنع(16).

    وينقل عبد الله بن معاوية الجعفري قصته مع والي المدينة، الذي بعث عبره برسالة تهديد إلى الإمام الباقر (عليه السلام)، فلم يأبه بها الإمام لأن الله أطلعه على أنه معزول قريباً، يقول: سأحدثكم بما سمعته أذناي ورأته عيناي من أبي جعفر (عليه السلام) أنه كان على المدينة رجل من آل مروان وأنه أرسل إليّ يوماً فأتيته وما عنده أحد من الناس، فقال: يا معاوية إنما دعوتك لثقتي بك، وإني قد علمت أنه لا يبلغ عني غيرك، فأحببت أن تلقي عمَّيك محمد بن علي وزيد بن الحسين (عليه السلام) وتقول لهما: يقول لكما الأمير لتكفان عما يبلغني عنكما، أو لتنكران، فخرجت متوجهاً إلى أبي جعفر فاستقبلته متوجهاً إلى المسجد فلما دنوت منه تبسم ضاحكاً فقال:

    بعث إليك هذا الطاغية ودعاك وقال: ألقَ عمَّيك فقل لهما كذا؟ قال: أخبرني أبو جعفر بمقالته كأنه كان حاضراً، ثم قال: يا ابن عم قد كفينا أمره بعد غد، فإنه معزول ومنفي إلى بلاد مصر والله ما أنا بساحر ولا كاهن، ولكني أُتيت وحدثت، قال: فو الله ما أتى عليه اليوم الثاني حتى ورد عليه عزله ونفيه إلى مصر وولي المدينة غيره(17).

    أما أبو بصير الذي كان من خواص الإمام فإنه يروي قصته مع الإمام وكيف كان (عليه السلام) يراقبه ويؤدبه يقول:

    كنت أقرئ امرأة القرآن بالكوفة فمازحتها بشيء، فلما دخلت على أبي جعفر عاتبني وقال: من ارتكب الذنب في الخلاء لم يعبأ الله به، أي شيء قلت للمرأة؟ فغطيت وجهي حياءً فقال أبو جعفر: لا تعد(18).

    ويروي أبو بصير أيضاً كيف أخبر الإمام عن ملك بني العباس قبل سنين من توليهم السلطة فيقول: كنت مع الباقر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قاعداً حدْثان ما مات علي بن الحسين (عليه السلام) إذ دخل الدوانيقي وداود بن سليمان قبل أن أفضي الملك إلى ولد العباس، وما قعد إلى الباقر إلاّ داود فقال الباقر (عليه السلام)، ما منع الدوانيقي أن يأتي؟ قال: فيه جفاء، قال الباقر (عليه السلام): تذهب الأيام حتى يلي أمر هذا الخلق ويطأ أعناق الرجال، ويملك شرقها وغربها بطول عمره فيها حتى يجمع من كنوز الأموال ما لم يجتمع لأحد قبله، فقام داود وأخبر الدوانيقي بذلك فأقبل إليه الدوانيقي وقال: ما منعني من الجلوس إليك إجلالك فما الذي خبرني به داود؟ فقال: هو كائن، قال: وملكنا قبل ملككم؟ قال: نعم، قال: يملك بعدي أحد من ولدي؟ قال: نعم، قال: فمدة بني أمية أكثر أم مدتنا؟ قال: مدتكم أطول وليتلقفن هذا الملك صبيانكم ويلعبون كما يلعبون بالكرة، هذا ما عهده إليّ أبي، فلما ملك الدوانيقي تعجب من قول الباقر (عليه السلام)(19).

    الهوامش
    1 ـ في رحاب أئمة أهل البيت: ص 60.
    2 ـ في رحاب أئمة أهل البيت في سيرة الباقر: ص 7.
    3 ـ سورة الحجر : الآي 75.
    4 ـ المصدر : ص 6.
    5 ـ المصدر.
    6 ـ المصدر.
    7 ـ المصدر.
    8 ـ المصدر : ص 9.
    9 ـ المصدر : ص 10 - 11.
    10 ـ المصدر : ص 40.
    11 ـ المصدر.
    12 ـ المصدر : ص 17.
    13 ـ سورة آل عمران: الآية 18.
    14 ـ المصدر : ص 13 - 16.
    15 ـ سورة إبراهيم : الآية 24.
    16 ـ بحار الأنوار: ج 46 ص 244.
    17 ـ المصدر : ص 246.
    18 ـ المصدر : ص 247.
    19 ـ المصدر ص 249.
    مريام
    مريام
    Admin
    Admin


    barbican

    اوسمة العضو : عدد الاوسمة3

    المزيد : عدد الاوسم3

    supper : عدد الاوسمة3

    انثى العذراء

    تميز العضو : 13
    عدد المساهمات : 5378

    نشاط العضو : 68103
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009
    العمر : 35
    الموقع : كربلاء الصغرى
    العمل/الترفيهطالبة جامعية

    احترام القوانين احترام القوانين : cool

    التقاط رد: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة

    مُساهمة من طرف مريام الأربعاء نوفمبر 25, 2009 2:14 pm

    ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Bsmal

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    فرعٌ من فروع الدوحة النبوية الشريفة، هو من النادرين في تاريخ الأرض وقد تميز تميزاً واضحاً يلفت النظر إلى الشكل والمضمون في العلوم التي بقرها، كأنه من نسيج الفضاء، لا تحده حدود، إنه محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام). لبس درع الرسالة الإسلامية فوجد في كل حلقة فيه نبضة قلب تتفجر عزيمة، والعزيمة تشع كضوء يتماوج بألف لون ولون. ثم نظر إلى موقع قدميه فلمح كوة تتفتح على الجنة فيها آباؤه وأجداده الأطهار، ورفع بصره إلى فوق فإذا بنسمة عريضة من الفم الملائكي وكأنها تقول له: سر في درب الحق وأسرع في العطاء النبيل الجليل فأنت محوط بالعناية الإلهية.

    نقف بإجلال وتقدير كبيرين عند إشراقة من حياة الإمام الخامس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عند أبي جعفر (عليه السلام) مجمع الفضائل، منتهى المكارم سبق الدنيا بعلمه وامتلأت الكتب بحديثه، وليس من نافلة القول في شيء إن قلنا أن الإمام أبا جعفر كان من أبرز رجال الفكر ومن ألمع أئمة المسلمين، ولا غرو من أن يكون كذلك بعد أن سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالباقر في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، لأنه بقر العلم بقراً، أي فجّره ونشره فلم يُروَ عن أحد من أئمة أهل البيت، بعد الإمام الصادق (عليه السلام)، ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام)، فها هي كتب الفقه والحديث والتفسير والأخلاق، مستفيضة بأحاديثه، مملوءة بآرائه فهو يغترف من معين واحد: كتاب الله وسنة رسوله، وما أودع الله من العلم اللّدُنيّ بصفته من أئمة الحق وساسة الخلق وورثة الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله).

    كان الإمام الباقر (عليه السلام) الرائد والقائد للحركة العلمية والثقافية التي عملت على تنمية الفكر الإسلامي، وأضاءت الجوانب الكثيرة من التشريعات الإسلامية الواعية التي تمثل الأصالة والإبداع والتطور في عالم التشريع.

    لقد ترك الإمام الباقر (عليه السلام) ثروة فكرية هائلة تعد من ذخائر الفكر الإسلامي، ومن مناجم الثروات العلمية في الأرض وفتق أبوابها، وسائر الحكم والآداب التي بقر أعماقها، فكانت مما يهتدي بها الحيران، ويأوي إليها الضمآن، ويسترشد بها كل من يفيء إلى كلمة الله. لقد كانت حكمه السائرة وآدابه الخالدة من أبرز ما أثر عن أئمة المسلمين في هذا المجال، فقد ملأت الفكر وعياً وأترعت القلب إيماناً ومكنت النفس ثقة وصقلت الروح جلالاً وصفاءً.

    وللإمام الباقر (عليه السلام) الدور العظيم في تفسير القرآن الكريم فقد استوعب اهتمامه فخصّص له وقتاً، ودوّن أكثر المفسرين ما ذهب إليه وما رواه عن آبائه في تفسير الآيات الكريمة.

    نعم إن الظروف التي مرّت على الإمام الباقر (عليه السلام) كانت مواتية، فاستغل (عليه السلام) هذه الفرصة الذهبية ونشر ما أمكنه نشره من العلوم والمعارف، فأتمّ ما كان والده قد أسّسه.

    وهكذا كانت هذه الكواكب من آهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) كواكب مشرقة على مفارق الطرق، كل واحد منهم قام بدوره على أكمل وجه وفي ظروفه وأوضاعه.

    وقد وقف الإمام الباقر (عليه السلام) حياته كلها لنشر العلوم الإسلامية ونشر المثل الإنسانية بين الناس، وعاش في يثرب كالينبوع الغزير يستقي منه رواد العلم من نمير علومه وفقهه ومعارفه، عاش لا لهذه الأمة فحسب، وإنما عاش للناس جميعاً.


    سلام الله عليك يا مولاي يا باقر علوم النبيين
    مريام
    مريام
    Admin
    Admin


    barbican

    اوسمة العضو : عدد الاوسمة3

    المزيد : عدد الاوسم3

    supper : عدد الاوسمة3

    انثى العذراء

    تميز العضو : 13
    عدد المساهمات : 5378

    نشاط العضو : 68103
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009
    العمر : 35
    الموقع : كربلاء الصغرى
    العمل/الترفيهطالبة جامعية

    احترام القوانين احترام القوانين : cool

    التقاط رد: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة

    مُساهمة من طرف مريام الأربعاء نوفمبر 25, 2009 2:18 pm

    من كلماته المضيئة :

    1. ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلاّ نقص من عقله .

    2. عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد . . والله لموت العالم أحبّ إلى إبليس من موت سبعين عابداً .

    3. قال لأحد أولاده : يا بني إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شرّ ، إنّك إن كسلت لم تؤدِّ حقاً ، وإن ضجرت لم تصبر على حق .

    4. كفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحوّل عنه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه .

    5. قال لأحد أصحابه : أوصيك بخمس : إن ظُلمت فلا تَظلم ، وإن خانوك فلا تخُن ، وإن كُذبت فلا تغضب ، وإن مُدحت فلا تفرح ، وإن ذممت فلا تجزع .

    زيارة الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام :


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليك أيها الباقر بعلم الله ،السلام عليك أيها الفاحص عن دين الله،السلام عليك أيها المبين لحكم الله،السلام عليك أيها القائم بقسط الله، السلام عليك أيها الناصح لعباد الله ، السلام عليك أيها الداعي إلى الله، السلام عليك أيها الدليل على الله، السلام عليك أيها الحبل المتين،السلام عليك أيها الفضل المبين،السلام عليك أيها الفضل المبين، السلام عليك أيها النور الساطع،السلام عليك أيها البدر اللامع ،السلام عليك أيها الحق الأبلج،السلام عليك أيها السراج الأسرج،السلام عليك أيها النجم الأزهر،السلام عليك أيها الكوكب الأبهر،لسلام عليك أيها المنزه عن المعضلات، السلام عليك أيها المعصوم من الزلات،السلام عليك أيها الزكي في الحسب،السلام عليك أيها الرفيع في النسب،السلام عليك أيها القصر المشيد،السلام عليك يابن رسول الله ،السلام عليك يابن أمير المؤمنين السلام عليك يابن فاطمة الزهراء السلام عليك يابن الحسن والحسين،السلام عليك ياحجة الله على خلقه أجمعين،أشهد يامولاي إنك قد صدعت بالحق صدعا،وبقرت العلم بقرا،ونشرته نشرا ولاتأخذك في الله لومة لائم،وكنت لدين الله غير مكاتم،وقضيت ماكان عليك وأخرجت أوليائك من ولاية غير الله الى ولاية الله ،وأمرت بطاعة الله ونهيت عن معصية الله حتى قبضك الله إلى رضوانه وذهب بك إلى دار كرامته وإلى مساكن أصفيائه ومجاورة أوليائه،السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

    وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم






    عظم الله أجوركم جميعاً باستشهاد

    باقر علوم أهل البيت عليه السلام
    مريام
    مريام
    Admin
    Admin


    barbican

    اوسمة العضو : عدد الاوسمة3

    المزيد : عدد الاوسم3

    supper : عدد الاوسمة3

    انثى العذراء

    تميز العضو : 13
    عدد المساهمات : 5378

    نشاط العضو : 68103
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009
    العمر : 35
    الموقع : كربلاء الصغرى
    العمل/الترفيهطالبة جامعية

    احترام القوانين احترام القوانين : cool

    التقاط رد: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة

    مُساهمة من طرف مريام الأربعاء نوفمبر 25, 2009 2:20 pm

    بمناسبة ذكرى استشهاد



    ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Button49



    بــاقــر الـعــلــم ومـــــن يـجـهـلــه

    كــنــز طــاهــا المـصـطـفـى يـحـمـلـه

    فـــي فــــؤاداٍ نــيــراٍ مــــا مـثـلــه

    آخـــــذٌ لـلـعـلــم مـــــن مـنـهـلــه

    حــــق لــــلأرض تــنــوح لأجــلـــه

    فـهـيـا كـانــت تـحــت نـعـلـي رجــلــه

    تـسـتـمـد الـخـيــر مــــن خـطــواتــه

    تـسـتـظـل وتـحـتـمـي فــــي ظــلـــه


    ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة Sh-imambaqer


    اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ، باقِرِ الْعِلْمِ وَاِمامِ الْهُدى، وَقائِدِ اَهْلِ التَّقْوى وَالْمُنْتَجَبِ مِنْ عِبادِكَ، اَللّـهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ وَمَناراً لِبِلادِكَ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ وَمُتَرْجِماً لِوَحْيِكَ، وَاَمَرْتَ بِطاعَتِهِ وَحَذَّرْتَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ ذُرِّيَةِ اَنْبِيائِكَ وَاَصْفِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَاُمَنائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ



    عظم الله أجورنا وأجوركم







    ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة 1073
    عاشقة المهدي (ع)
    عاشقة المهدي (ع)
    مشرف قسم الانمي
    مشرف قسم الانمي


    pepsi

    اوسمة العضو : عدد الاوسمة1

    انثى الاسد

    تميز العضو : 28
    عدد المساهمات : 5950

    نشاط العضو : 62250
    تاريخ التسجيل : 03/10/2009
    العمر : 28
    الموقع : على جناح الملائكة
    العمل/الترفيه

    احترام القوانين احترام القوانين : كول جدا

    التقاط رد: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة

    مُساهمة من طرف عاشقة المهدي (ع) الأربعاء نوفمبر 25, 2009 9:09 pm

    سلام الله عليه وعلى المعصومين و الانبياء
    مأجورين بوفاة امامنا الباقر (ع)
    يسلمووووووووو خيووو

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 11:48 pm